ترتيبه وأجمع مواد تهذيبه وأضع قواعد تفصيله وتبويبه، فأقول والله الموفق المعين.
اعلم أن المقصد المطلوب والمطلب المقصود في هذا الكتاب تحصره مقدمة وأبواب.
أأما المقدمة فهي من قواعد المقاصد وأركانها فلهذا يعين أولا تقديم كشفها وبيانها وفيها قسمان:
الأول في شرح ألفاظ وصفوا بها والثاني في إيضاح معان خصوا بموجبها.
القسم الأول في شرح الألفاظ فإنه قد اشتهر وذاع وقرع الأسماع وعم العظماء والرعاع استعمال أربعة ألفاظ يوصفون بها وتطلق عليهم ((عليهم السلام)).
اللفظة الأولى: آل الرسول والثانية أهل البيت والثالثة العترة والرابعة ذوي القربى. فهذه أربعة ألفاظ يتعلق بكل واحدة منها مقصد منى ويناط به شرف على، وكل كلمة منها وإن كانت جلية ففيها معنى خفي وهذا القسم معقود لكشف معانيها وتفصيل ما قيل فيها.
أما الكلمة الأولى وهي آل الرسول ((صلى الله عليه وآله وسلم)) فأقول: قد تعددت أقوال الناس في تفسير الآل فذهب قوم إلى أن آل الشخص أهل بيته وقال آخرون إن آل النبي هم الذين حرمت عليهم الزكاة وعوضوا عنها خمس الخمس، وقال آخرون آل الشخص من دان بدينه وتبعه فيه، فهذه الأقوال الثلاثة أشهر ما قيل واستدل من قال بالأول بما أورده القاضي الإمام الحسين بن مسعود البغوي في كتابه الموسوم بشرح سنة الرسول ((صلى الله عليه وآله وسلم))، من الأحاديث المتفق على صحتها يرفعه بسنده إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة ((رضي الله عنه)) فقال: ألا أهدي لك هدية سمعتها من
Страница 36