Маталиб Саул
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
ولا اقترب إلا بتر ولا رقب إلا بقر ولا حرب إلا نحر ولا ثرب إلا بثر ولا صافح زج رمحه مهجة إلا فارقت جسدها، ولا كافح كتيبة إلا افترس ثعلبة أسدها وهذا حكم اتصف به بطريق الاجمال وثبت له بعموم الاستدلال، ولا بد من التقيض على بعض مواقفه في القتال والتخصيص بذكر وقائعه في النزال إذا سمعت نزال، فبذلك يصير الاجمال تفصيلا فيأمن من تطرق الاشكال وينقلب دليلا سالما عن خلل الاعتراض والسؤال ولكثرة مواقفه يقع الاقتصار على يسيرها، وكأي حادثة يستغني في ثبوتها عن طويلها بقصيرها.
فمنها أن في بعض وقائع صفين وقد تحركت الخيل للنزال والرجال للقتال خرج من عسكر معاوية فارس مشهود له في أهل الشام يقال له المخراق بن عبد الرحمن، فوقف بين الصفين وسأل المبارزة فخرج إليه من أهل العراق إنسان يقال له المؤمل بن عبيد المرادي فتضاربا بأسيافهما فقتله الشامي ونزل فحز رأسه وحك وجهه بالأرض وكب الرأس على وجهه، فخرج إليه فتى من الأزد يقال له مسلم بن عبد ربه فقتله الشامي ونزل وحز رأسه وحك وجهه بالأرض وكب الرأس على وجهه، فلما رأى علي ((عليه السلام)) ذلك تنكر والشامي واقف بين الصفين يطلب المبارزة، فخرج إليه والشامي لا يعرفه فبدره علي ((عليه السلام)) بضربة على عاتقه فرمى بشقه فسقط فنزل فاحتز رأسه وقلب وجهه إلى السماء ثم ركب ونادى هل من مبارز فخرج إليه آخر من فرسان الشام فضربه فقتله ونزل فاحتز رأسه وجعل وجهه إلى السماء ثم ركب ونادى: هل من مبارز فلم يزل يخرج إليه فارس بعد فارس وهو يفعل بهم كالأول إلى أن قتل سبعة فأحجم الناس عنه ولم يعرفوه. وكان لمعاوية عبد يسمى حربا وهو فارس بطل فقال له معاوية: يا حرب أخرج إلى هذا الفارس فاكفني أمره فإنه قد قتل من أصحابي ما قد رأيت فقال له [حرب]: إني والله أرى مقام فارس لو نزل إليه أهل عسكرك لأفناهم عن آخرهم فإن شئت برزت إليه واعلم أنه قاتلي، وإن
Страница 160