Маталиб Саул
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
وإذا تأمل الناظر والبصير ونظر المتأمل الخبير فيما صدر من علي ((عليه السلام)) من أقواله وأفعاله، علم علما لا يرتاب فيه أنه ((عليه السلام)) يخوض لجج الحروب وينغمس في غمرات الموت ويصادم ظباء الصوارم، ويغمد مصلت سيفه في لباب الكمات ونحور الأبطال ولا يحمل لذلك عبا ولا يبالي به.
ولما انقضت وقعة الجمل وندمت عائشة على ما كان ورحلت إلى المدينة، وسكنت النائرة ورحل علي ((عليه السلام)) إلى الكوفة، قام إليه أبو بردة بن عوف الازدي فقال: يا أمير المؤمنين أرأيت القتلى الذين قتلوا حول الجمل بما ذا قتلوا؟ فقال علي ((عليه السلام)): قتلوا بما قتلوا من شيعتي وعمالي بلا ذنب كان منهم إليهم، ثم صرت إليهم وأمرتهم أن يدفعوا إلى قتلة أصحابي فأبوا علي وقاتلوني وفي أعناقهم بيعتي ودماء قريب من ألف رجل من أصحابي من المسلمين، أفي شك أنت من ذلك يا أخا الأزد؟ فقال الآن استبان لي خطأهم وإنك أنت المحق المصيب.
ومنها حرب صفين المشتملة على وقائع يضطرب لها فؤاد الجليد ويشيب لها فود الوليد، ويجب منها قلب البطل الصنديد، ويذهب عناد المريد وتمرد العنيد، فإنها أسفرت عن نفوس آساد مختطفة بالصوارم ورءوس أجلاد مقتطفة باللهاذ وأزواج أكفاء مرهقة بالملاحم، وأشباح أشلاء ممزقة بالتصادم، وألوف من الباسطين مكلومة الجوارح مذمومة العزائم، وأنوف من القاسطين مرغمة الموازن مشهومة بأيدي بني هاشم، قد سقت برادها عطاش الوهاد مياه الطلا وشقت بهداها أكنة الأكباد والكلى، وقرت بقتلاها كواسر جو الفلا وأقرت لملاها علي أن سهم بأسه في مواقفها قد علا فأحرز فصل العلا، وأنه اقتحم لججها وفثم ثبجها وقوم عوجها واضرم بشبا مرهفه نارها وأججها وحكم في عصابة القاسطين بسيفه فازهق مهجها وانتقم ببأسه فلم يحم أن انتزع أرواحها فأخرجها فصارت شجعانها تتحاماه إذا بدر وفرسانها تخشاه إذا زأر موقنة أنه ((عليه السلام)) ما ضرب إلا بتر
Страница 159