سنة (654 ه)، فهو معاصر تماما مع ابن طلحة، وبلادهما متقاربة، وهذا أيضا عاش أخريات أيام حياته في حلب، وبها توفي كابن طلحة، فليس ببدع إذا ترجم له في شعراء زمانه ترجمة وافيه، وحفظ له كثيرا من نظمه، كما احتفظ بشعر سائر معاصريه. وكتابه عقود الجمان في عشر مجلدات، يوجد ثمان منها في مكتبة أسعد أفندي، في المكتبة السليمانية في إسلامبول بالأرقام (2323- 2330)، ولو كان في متناول اليد لأفدت منه كثيرا.
ولربما ظفرنا بكثير من نظمه، ولكنا لم نعثر على شعر له، إلا ما أدرجه هو في كتابه هذا مما نظمه في أمير المؤمنين والعترة الطاهرة ((عليهم السلام)) خاصة، وما أورده له ابن شاكر في ترجمته من عيون التواريخ.
أما ما أورده هو في كتابه هذا، فما تجده في الصفحات:
24، 25، 63 و109 و145 و240 و294.
وأما ما أورده ابن شاكر في ترجمته من (عيون التواريخ) كنماذج من نظمه، فقصيدة دالية ذكرها في (ج: 20، ص: 78)، والشيخ راغب الطباخ في (أعلام النبلاء)، وهي:
ولمياء يصبي (1)حسنها كل ناسك
وينسيه أوراد العبادة والزهد
نعمت بها والعمر في عنفوانه
بشرخ شباب فؤده حالك البرد
وكان بها ضعف الذي بي من الهوى
وقد وجدت أرواحنا لذة الوجد
إلى أن بدا في ليل فودي أنجم
من الشيب أبدت نبوة الخلق الجعد
وكان عذاري عندها عذر وصلها
فشبت فأضحى العذر في صدها عندي
فاعجب لأمر كان داعية الهوى
زمانا فأضحى وهو داعية الصد
وأورد له ابن شاكر في (عيون التواريخ، ج: 20، ص: 78) هذين البيتين:
لا تركنن إلى مقال منجم
وكل الأمور إلى الإله وسلم
واعلم بأنك إن جعلت لكوكب
تدبير حادثه فلست بمسلم
Страница 15