( قوله ثم يعلم) بفتح المثلثة بمعنى هنالك والإشارة إلى مكان رفيعة الواحد العدل (قوله لكن على العدول) المتحملين للولاية أو البراءة لأن الاستدراك من قوله أو شهادة عدلين.
(اعلم) أن المتحملين للولاية أو البراءة إما أن يكونوا علماء بالولاية أو البراءة، وإما أن يكونوا غير علماء فإن كانوا علماء بها وجب قبول قولهم، وإن كانوا غير علماء لا يجب قبول قولهم حتى يفصلوا أي يبينوا السبب الذي استوجب به ذلك الولي الولاية أو السبب الذي استحق به العدو البراءة، والفرق بين العلماء والضعفاء أن الضعفاء وإن كانوا عدولا فلا يؤمن منهم أن يرفعوا البراءة في موضع ليس هو محل البراءة أو الولاية في موضع ليس هو محلا للولاية على ظن منهم إنما رفعوه كذلك فإذا فسروا السبب نظر فيه المرفوع له فإن رآه موجبا لشيء من ذلك حكم به وإلا تركه، وقيل قول العدول مطلقا سواء كانوا علماء أو ضعفاء فسروا أو لم يفسروا لأنهم إذا كانوا عدولا فلا يقولون بما لا يعلمون ولا يخفى أن هذا التعليل اشتراط للعلم، لأن من لم يكن عالما بالشيء فتكلم فيه لا يؤمن أن يقول فيه بما لا يعلم ظنا منه أنه كذلك.
(قوله ليس العلماء) أي إلا العلماء (قوله تفصيل ما جاؤوا به) أي تبيين لما جاؤوا به من الأخبار أو الشهادة (قوله ليعلما) تعليل لقوله تفصيل ما جاؤوا به.
---------------------------------------------------------------------- ----
[1] سورة الممتحنة آية رقم 12.
[2] الحديث رواه الإمام أحمد في المسند 4: 227 بلفظ (البر ما انشرح له صدرك، والإثم ما حاك في صدرك وأن أمثال الناس وأفتوك) ورواه الدارمي في البيوع 2.
[3] الحديث رواه الإمام أحمد في المسند 3: 153 بلفظ: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، ورواه البخاري في البيوع 3 والترمذي في القيامة 60.
[4] سورة النمل آية رقم 48.
[5] سورة الأنفال آية رقم 65.
Страница 224