إن فيه لثلاث خصال، لا يسود بها أبدا: (1)
عجب قد ملأه. (2)
واستغناء برأيه. (3)
وبخل التزمه.
فلا يسود بها أبدا.
عبد الملك بن مروان
لا نستطيع أن نصف أسباب انكسار ابن الزبير وقتله بأكثر من هذه الخلال التي لا ينال صاحبها نجاحا، فقد أفقدته هذه الصفات كل أنصاره وأضاعت منه فرصا ثمينة، لو انتهزها لعرف كيف يثبت ملكه ويوطد أسس خلافته.
فقد لاحت لعبد الله بن الزبير فرصة لا تعوض، وهي موت خصمه اللدود «يزيد» وبدأت الأمور تضطرب حين تنازل خلفه معاوية عن الخلافة بعد أن لبث فيها أياما.
وكاد يتم الأمر لعبد الله بن الزبير - رغم مناوأة مروان الذي نازعه الأمر - وكانت كفة ابن الزبير في البداية راجحة، فقد بايعه أهل البصرة وأهل مصر واجتمعت له العراق والحجاز واليمن وبايع له بعضهم في الشام سرا. ثم أصبح الناس في الشام فرقتين: اليمانية مع مروان، والقيسية مع دعاة ابن الزبير.
وتهاون ابن الزبير في الأمر واستنام لأعدائه، فانتصر الفريق الأول - بعد قتال - ودخل مروان دمشق دخول الظافر.
Неизвестная страница