بجميع كتبه، وبذكر تاريخ وفاته (١).
وممّا يستفاد من كلام الحميدي في كتابه أنّ ابن عبد البرّ كان قد استمرّ في التصنيف إلى وقت متأخّر من حياته، إذ لم يمض من الزمن - على أكثر تقدير - منذ لقيه وحسب ما ذكر من تاريخ وفاته، إلى حين موته إلّا اثنا عشرة سنة أو أكثر بقليل (٢)، فإنّه قال بعد عرض تواليفه، وذكر إجازته له بها: "وتركته حيًّا وقت خروجي من الأندلس، سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، ثمّ بلغتني وفاته، وأخبرني أبو الحسن على ابن أحمد العابدي (٣) أنّه مات في سنة ستين وأربعمائة بشاطبة من بلاد الأندلس" (٤)، فيكون عُمُرُ ابن عبد البرّ حينئذ ما بين خمس وسبعين سنة وثمانية وسبعين عامًا.
• ودون ما جاء في "الجذوة" في البسط ما قاله صاحب "الصلة" ابن بشكوال (٥)،
_________
(١) "جذوة المقتبس" (٢/ ٥٨٦ - ٥٨٨).
(٢) فإنّ الحميدي ذكر أنه بلغه أن ابن عبد البر توفّي سنة ستّين وأربعمائة، وأمّا الذهبي ذكر من تاريخ وفاته عام ثلاث وستّين وأربعمائة، أي خمس عشرة سنة من خروج الحميدي من الأندلس بعد لقيّه ابن عبد البرّ.
انظر: "دول الإسلام" (١/ ٢٧٣).
(٣) لم أقف على ترجمته.
(٤) وعمره خمسة وتسعون عامًا، انظر "السير" (١٨/ ١٥٩).
(٥) هو: أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود الخزرجي الأنصاري، المولود سنة (٤٩٠)، أحد الأعلام الأندلسيّين، كان متسع السماع والرواية، نبيهًا، صالح الدخلة، سالم الباطن، متواضعًا، توفي سنة (٥٧٨).
انظر: "مقدّمة الصلة" لإبراهيم الأبياري.
1 / 29