(١٩) عطف الخاص على العام
يكون لأسباب، تارة لكونه له خاصة ليست لسائر أفراد العام، كما في قوله: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ﴾ ١ الآية. وتارة يكون العام فيه إطلاق قد لا يفهم منه العموم كقوله: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ ٢ ثم قال: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ﴾ ٣ الآية.
(٢٠) العبادة يدخل فيها الدين كله
ولهذا كانت ربوبية الله سبحانه عامة وخاصة. ولهذا كان الشرك أخفى من دبيب النمل، وفي الصحيح: "تعس عبد الدينار". إلخ. ووصفه بأنه إذا أعطي رضي، وإن منع سخط. وهذا في المال والجاه والصور، وغير ذلك. قال الخليل ﵇: ﴿فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ﴾ ٤الآية.
ودلت النصوص على الأمر بمسألة الخالق، والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع. وكلما قوي طمع العبد في فضل الله قويت عبوديته له، كما أن طمعه في المخلوق يوجب عبوديته له، ويأسه يوجب غنى قلبه عنه؛ وإعراض قلبه عن الطلب من الله يوجب انصراف قلبه عن العبودية لله، لا سيما من كان يرجو المخلوق ولا يرجو الخالق. وإذا ذاق طعم الإخلاص انقهر له هواه بلا علاج.
قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ ٥. وإذا قلت٦:
_________
٢ سورة البقرة آية: ٣.
٣ سورة البقرة آية: ٤.
٤ سورة العنكبوت آية: ١٧.
٥ سورة آية: ٤٥.
٦ لعلها قويت.
1 / 15