107

Книга оптики

كتاب المناظر

Жанры

[70] والذي يدل على أن الصورتين اللتين تحصلان في البصرين للمبصر الواحد في حال إدراكه واحدا تجتمعان وتصيران صورة واحدة من قبل أن يدركها الحاس الأخير، وأن الحاس الأخير إنما يدرك صورة المبصر في حال إدراكه واحدا من بعد اجتماع الصورتين، هو أن الناظر إذا اعتمد بيده على إحدى عينيه فغمزها من جهة من الجهات غمزا رفيقا بلطف وتأييد حتى يتغير وضعها الذي هي عليه فتميل إلى أسفل وإلى فوق وإلى إحدى الجهات وتكون العين الأخرى ساكنة على حالها، ونظر في تلك الحال إلى مبصر من المبصرات التي في الجهة المقابلة للمجهة التي فيها كان الغمز، ونظر بالبصرين، فإنه يرى المبصر الواحد اثنين، أعني أنه إن اعتمد على إحدى عينيه من أعلاها وغمزها إلى أسفل ونظر إلى الجهة السفلى فإنه يرى المبصر الواحد اثنين، وكذلك إن اعتمد على < إحدى> عينيه من أسفلها وغمزها إلى فوق فنظر إلى الجهة العليا فإنه يرى الواحد اثنين. وإذا أزال يده عن عينه ورجعت العين إلى وضعها الطبيعي، ثم نظر إلى ذلك المبصر، وقابله بالبصرين جميعا، فإنه يرى ذلك المبصر واحدا، ويجد ذلك كذلك إذا كان ينظر بالعينين جميعا. فإن غمز إحدى عينيه وستر العين الأخرى لم ير المبصر الواحد إلا واحدا.

[71] فلو كان الحاس يدرك المبصر الواحد من أجل أنه واحد لقد كان يدركه أبدا واحدا على اختلاف أحوال البصرين. ولو كان لا يرد إليه شيء من المبصر لكان لا يدرك المبصر. ولو كان يرد إليه أبدا للمبصر الواحد صورتان لكان أبدا يدرك المبصر الواحد اثنين. وإذا كان الحاس الأخير إنما يدرك المبصرات من الصور التي ترد إليه، وكان يدرك المبصر الواحد في بعض الأحوال اثنين وفي بعض الأحوال واحدا، دل ذلك على أن الذي يرد إليه في حال إدراكه المبصر الواحد اثنين هو صورتان، وأن الذي يرد إليه في حال إدراكه ذلك المبصر واحدا هو صورة واحدة. فإذا كان في كلى الحالين يحصل للمبصر الواحد في البصرين صورتان، وكان الذي يتأدى إلى الحاس الأخير في بعض الأحوال هو صورتان وفي بعض الحوال هو صورة واحدة، وكانت الصور التي تتأدى إلى الحاس الأخير إنما تتأدى إليه من البصر، فإن الذي يتأدى إلى الحاس الأخير من الصورتين اللتين تحصلان في البصرين للمبصر الواحد في حال إدراكه واحدا هو صورة واحدة.

Страница 164