المقصد الثاني فيما قاله الحنفية في ذلك
اعلم أنه قد جرت عادة مولانا السلطان العادل، المجاهد المرابط، سليمان الخلافة، وإمام المعالي والإنافة، أن لا يولي منصب الإفتاء على مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة -رضي الله عنه وأرضاه، وجعل الجنة متقلبه ومثواه- ذي المناقب الباهرة، والكرامات القاهرة، كما بينته في كتابي الذي أفردت ترجمته فيه، وسميته: ((قلائد العقيان في ترجمة الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان))، إلا أعلم أهل زمانه، وأكمل أهل مملكته وأوانه.
ولما كان متولي منصب الإفتاء [الآن]، مولانا خوجا جلبي متصفا بذلك، أهلا لما هنالك، محيطا بجميع ما للأئمة في هذه المسالك، عولت على ما سبق عنه في معرفة مذهب الحنفية في المسألة، وهو جواز إصلاح ما وقع في الكعبة مما يحتاج لإصلاحه من نحو حرق أو ترميم.
Страница 54