قال همام: ستعلمه بعد.
قال فؤاد: نفرض أنه 35 عاما.
قال همام: نفرض ذلك ولا بأس، فهذا هو السن الذي جال في خاطري.
قال فؤاد: أدهشتني يا خالي، إن أمرك لغريب، فأخبرني أي قاعدة حسابية أو هندسية أدت إليك معرفة السن.
قال همام: هدتني إليه الفراسة والخبرة لا الحساب والهندسة، وتذكرت سابق أوقاتي وميول صباي، فقستها على أطوار سنك، فاعلم أني كلفت في زمن الصبا بامرأة تزيد في العمر ستا من السنوات كما تزيدك وصيفتك المعشوقة، ولما تقدمت في السن تغير ذوقي، أصبحت كلفا بحب النواهد الكواعب، أفضلهن على الكبيرات المجاوزات العشرين، ومتى صرت في سني اختلف ذوقك وسرت في مذهبي، فلا ألومك الآن على هواك، فهذا ما كنت أبغيه لك من قديم الزمان.
قال فؤاد: ما أدركت والله معنى حديثك، ولا أعلم كيف أفضل النصف الكبيرة السن على الفتيات الكواعب!
قال همام: سأشرح لك عن ذلك بتفصيل، وإنما أكرر لك القول بأني حر الأفكار أختلف عن والدتك نزعة، فلا أتفق معها إلا على رأي واحد، وهو أن أراك متأهلا في أقرب وقت، ولا بد لك أن تنقاد إلى رأينا.
قال فؤاد: أضعت والله رشدي، فإنك بينما تقول برغبتك في زواجي أسمعك تقول: إنك مسرور من اتخاذي رفيقة ألهو بها، فلا أعلم بأي القولين آخذ! فلعل قولك من قبيل الألغاز يغمض علي فهمه.
قال همام: الأفضل لك أن تتعلق بهوى امرأة متزوجة، على شرط أن تختارها عاقلة نبيهة لتعاوننا على زواجك بمن نبغي.
قال فؤاد: زدتني جهلا على جهل، فأنا على غير هدى مما تقول.
Неизвестная страница