Маламатийи, суфии и ахль аль-футува
الملامتية والصوفية وأهل الفتوة
Жанры
وإذا كان الملامتية قد أعلنوا الحرب على الرياء في الأعمال والأحوال والعلوم، فإن حربهم ضد الدعاوى أشد وأظهر؛ لذلك لا تراهم يدعون لأنفسهم عبادة ولا صلاحا ولا تقوى، ولا خشوعا ولا ورعا ولا زهدا ولا فقرا، ولا ولاية ولا كرامة، ولا حبا لله ولا وصولا إليه ولا حلولا ولا فناء فيه، ولا ألوهية ولا تخلقا بصفات الألوهية، ولا أية صفة تميزهم عن سائر الخلق. •••
فمن ذلك يتبين أن هذه التفاصيل الدقيقة التي وصل إليها شيوخ نيسابور في ميدان التصوف الملامتي والتي رددتها إلى هذه الأصول العامة، قائمة في جوهرها على فكرتهم في النفس ومحاربتهم لأهم مرض من أمراضها وهو الرياء، أو بعبارة أخرى قائمة على فكرة إنكار الذات التي هي الفكرة الأساسية في الفتوة؛ لهذا أرى أن الفتوة والملامة وجهان لحقيقة واحدة، وأن الملامتية هم على وجه التحقيق فتيان الصوفية.
القسم الثاني
رسالة الملامتية ومؤلفها
(1) أبو عبد الرحمن السلمي ومنزلته من تاريخ التصوف
هو الزاهد أبو عبد الرحمن محمد الحسين بن محمد بن موسى النيسابوري الصوفي الأزدي السلمي: الأزدي من جهة أبيه، والسلمي نسبة إلى جده لأمه.
1
وفي نسبة السلمي إلى جده لأمه شيء من الغرابة؛ لأنه ليس من مألوف عادة العرب نسبة الرجل منهم إلى قبيلة أمه. ولكن ربما ارتفع ذلك العجب إذا أدركنا أن أهل السلمي من جهة أبيه لم يكن لهم من عريض الجاه ونابه الذكر ما كان لأهله من جهة أمه؛ فقد كان أبو عمرو بن نجيد السلمي الذي نسب إليه أبو عبد الرحمن من كبار رجال الصوفية في عصره، واسع الثراء عريض الجاه. يحكي لنا السبكي في طبقات الشافعية:
2 «أنه ورث من آبائه أموالا جزيلة فأنفقها على العلماء ومشايخ الزهد ... وأنه صحب - وهو فتى - أبا عثمان الحيري
3
Неизвестная страница