Манускрипты Мертвого моря и Община Кумран
مخطوطات البحر الميت وجماعة قمران
Жанры
15
ولما مرضت ألكسنذرة وأيس منها أرسطوبولوس ابنها الأصغر خرج من أوروشليم، واستنهض الصدوقيين إلى نصرته ومعونته على أخذ الملك، ففعلوا وجاء إليه من جبل لبنان وجبل الخليل وغيرهما من اليهود رجال كثيرون، فنزل بهم على الأردن فخرج إليه هيركانوس بجيش الفريسيين، فتحاربا فانهزم هيركانوس فأصبح أرسطوبولس الملك باسم أرسطوبولوس الثاني، وأمسى هيركانوس كاهنا أعظم.
ثم أفسد أنتيباتروس بين هيركانوس وأخيه، وكان أنتيباتروس قد تولى أدوم في عهد ألكسنذروس، وتزوج امرأة من أهل أدوم ولدت له من البنين أربعة: فزائيل وهيرودوس وفيروراس ويوسف. وقد اختلف في أصله، فمنهم من قال: إنه من يهود بابل، ومنهم من قال: إنه كان عسقلانيا لا عبرانيا. وكان ذا عقل ورأي وشجاعة وبأس ودهاء وحيلة ومال. فلما مات ألكسنذروس عزلته ألكسنذرة، فأقام في أوروشليم ونشأت مودة بينه وبين هيركانوس، فحرضه على أخيه أرسطوبولوس الملك قائلا إنه يسعى لهلاكه، وأشار عليه أن يخرج ويمضي إلى الحارث ملك الأنباط، فرحب الحارث بالضيفين، ومشى معهما على رأس خمسين ألفا قاصدا أرسطوبولوس، فلما التقوا في السنة 64 قبل الميلاد استأمن كثيرون من رجال أرسطوبولوس إلى أخيه، فهرب هذا، ودخل أوروشليم وامتنع فيها، فقام الحارث وهيركانوس وأنتيباتروس إلى أوروشليم فنازلوا المدينة، فاتصلت الحروب وعظمت الفتن، فانتقل كثيرون من أهل الخير والسلام إلى مصر.
وفي هذه الآونة، في عهد أرسطوبولوس الثاني (67-63) قبل الميلاد، أطلت رومة بشخص قنصلها بومبايوس تتدخل تدخلا فعليا في شئون السلاقسة واليهود، فلصوص البحر كانوا قد غشوا البحر المتوسط بأكمله، وكانت القحة قد بلغت بهم أن ظهروا عند مصب التيبر ينهبون ويحرقون ويخطفون بعض موظفي الحكومة في الطريق، على مسافة بضعة كيلومترات من رومة نفسها، واستولوا على الحنطة الواردة إلى رومة من مصر وأفريقية، فظهر بومبايوس غرب البحر المتوسط في أربعين يوما، ثم أبحر إلى الشرق، فاستأصل في سبعة أسابيع شأفة اللصوص في بحر إيجه، وخرب حياض سفنهم وحصونهم، وكان بعضهم قد اتخذ من بعض تعاريج شواطئ السلاقسة نقاط انطلاق للقرصنة، ومن هذه رأس الشقعة بين البترون وطرابلس. فرأى بومبايوس أن يحتل هذه الشواطئ وما جاورها احتلالا نهائيا، فضرب في السنة 67 متراداتس ملك البونط في شرق آسية الصغرى ضربة قاضية. وفي السنة 66 تغرانوس ملك الأرمن، ثم اتجه شطر سورية وفلسطين. ووصل أحد قواده سكوروس
Scaurus
إلى دمشق في مطلع السنة 63 قبل الميلاد، ثم تبعه بومبايوس في ربيع هذه السنة نفسها.
وكان اليهود قد عرفوا الرومان، وفاوضوهم في شئونهم منذ عهد يهوذا المكابي ويوحنا هيركانوس، واعتبروهم أصدقاء وحلفاء؛ فقد جاء في سفر المكابيين الأول في حوالي السنة 100 قبل الميلاد، بعد وصف قوة رومة وبطشها، أن الرومانيين حفظوا المودة لأوليائهم والذين اعتمدوا عليهم، وأن يهوذا فاوضهم ليثبتوه في جملة مناصريهم، فحسن كلامه لديهم، وأرسلوا إليه كتابا دونوه على ألواح من نحاس؛ ليكون عند يهوذا وشعبه تذكارا للمسالمة والمناصرة (8 : 12-23)، فلما سمع اليهود بوصول سكوروس إلى دمشق أرسل كل من هيركانوس وأرسطوبولوس وفدا يفاوض في طلب المعونة. ولدى دخول بومبايوس إلى دمشق وصل وفد يمثل الشعب اليهودي راجيا إنهاء حكم الحشمناويين وإعادة السلطة إلى يد الكهنة، فأشار بومبايوس بالانتظار ريثما يكون قد قضي على الأنباط، ولكن أرسطوبولوس احتار في أمره ولم ينتظر، فزحف بومبايوس على أوروشليم واستولى عليها عنوة في السنة 63، وأدخل فلسطين في ولاية حاكم سورية، وأمسى هيركانوس كاهنا أعظم، وقسم فلسطين إلى خمس مقاطعات، وجعل على رأس كل منها مجلسا يهوديا، ولكنها ظلت مضطربة غير مستقرة.
وجاءت الحرب الأهلية الرومانية في السنة 49 قبل الميلاد، وقتل بومبايوس في السنة التالية، فأيد هيركانوس وأنتيباتروس يوليوس قيصر، فجعل يوليوس هيركانوس أميرا على فلسطين وأنتيباتروس حاكما على اليهودية ذا سلطة على اليهود وغير اليهود، وأصبح هو حاكم البلاد الحقيقي، فجعل ابنه أفزائيل مدبرا لشئون اليهودية وابنه هيرودوس حاكما على الجليل. وكان ما كان من أمر يوليوس قيصر واغتياله في السنة 44 قبل الميلاد، فاستولى الفرت على فلسطين ثلاث سنوات، وأنزلوا هيركانوس من رئاسة الكهنوت، وجدعوا أذنيه ليظل مشوها غير صالح للكهنوت، ونادوا بأنتيغونوس بن أرسطوبولوس ملكا، فحكم البلاد من السنة 40 حتى السنة 37 قبل الميلاد.
وعاد الرومان إلى الحكم، فجعلوا هيرودوس بن أنتيباتروس ملكا، فحكم فلسطين ثلاثا وثلاثين سنة (37-4ق.م.)، وكان هماما نشيطا مدبرا منظما مواصلا مداهنا، فعظم أمره واتسع سلطانه وازدهر ملكه، فلقب بالكبير. وهو الذي أمر بذبح الأطفال، وفي عهده ولد السيد المسيح في بيت لحم. وجاء بعده ابنه أرخيلاوس، فحكم اليهودية والسامرة وأدوم بدون لقب ملك، وانتهى حكمه الفاسد في السنة 6 بعد الميلاد بناء على طلب الشعب، ونفي، وأصبحت فلسطين ولاية رومانية عادية، وما فتئت كذلك حتى السنة 41 بعد الميلاد، وفيها أصبح أغريبا ملكا على اليهود، فدام ملكه حتى السنة 44.
وشق اليهود الطاعة على رومة في السنة 66 بعد الميلاد، وامتنعوا في أوروشليم، فدكت رومة حصون المدينة في السنة 70 ودمرتها تدميرا، ثم عاد اليهود إلى العنف في السنة 132 بقيادة باركوزينة، ثم استسلموا صاغرين في السنة 135 بعد الميلاد، وما فتئوا مشتتين حتى وعد بلفور في الحرب العالمية الأولى.
Неизвестная страница