224

Маджмук

مجموع السيد الإمام حميدان بن يحيى القاسمي عليهما السلام

ولما روى الحاكم عن النبي - صلى الله عليه وآله - أنه قال: ((يوشك الشرك أن ينتقل من ربع إلى ربع، ومن قبيلة إلى قبيلة)) قيل: يا رسول الله، وما ذاك الشرك؟

قال: ((قوم يأتون بعدكم يحدون الله حدا بالصفة)).

وثانيها: أن علمهم بذلك لا يخلو إما أن يكون عن التفكر في الله سبحانه، أو عن التفكر في غيره، أو عن التفكر لا في ذاته ولا في غيره.

فإن كان عن التفكر لا في الله ولا في غيره؛ فهو تفكر لا في شيء.

وإن كان عن التفكر في غير الله سبحانه؛ فالتفكر في غيره لا يؤدي إلى العلم بكيفية استحقاقه لصفات ذاته.

وإن كان عن التفكر فيه سبحانه؛ فذلك باطل لتحريمه سبحانه عليهم أن يقولوا عليه ما لا يعلمون، وقد أخبر الله سبحانه أنهم لا يحيطون به علما.

ولقول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((تفكروا في آلاء الله، ولا تفكروا في الله)).

وقوله: ((تفكروا في المخلوق ولا تفكروا في الخالق)).

وقول أمير المؤمنين - عليه السلام -: ((من فكر في الصنع وحد، ومن فكر في الصانع ألحد)).

وثالثها: تناقض أقوالهم في كثير من ذلك، وكل متناقض فهو باطل.

مثال ذلك: قولهم: إن الصفات لا توصف، ونقضهم لذلك بوصفهم لبعضها بالأزل، ولبعضها بالتجدد.

وكذلك قولهم إنها لا تغاير، نقضوه بجعلهم لبعضها مقتضيا ولبعضها مقتضا، وكل مذكورين على هذا الوجه فإنه يجب أن يكون أحدهما غير الآخر...

Страница 239