Собрания султана Гури: страницы из истории Египта X века по Хиджре
مجالس السلطان الغوري: صفحات من تاريخ مصر في القرن العاشر الهجري
Жанры
ثم ظهر خوشكلدي البيسقي، وكان مختفيا من العادل لما أراد القبض عليه، فلما تكاملوا اجتمعوا ببيت قانصوه خمسمائة الذي بقناطر السباع، فحضر إليهم الأتابكي تاني بك الجمالي، وكان مختفيا من حين كسر الأشرف جانبلاط وتسلطن العادل.
فلما حضر وقع الاتفاق على سلطنته أولا، فركب من هناك وعلى رأسه الصنجق
3
السلطاني، وقد ترشح أمره إلى السلطنة، فلما طلع إلى باب السلسلة ليلي السلطنة أشيع في ذلك اليوم أن الأشرف قانصوه خمسمائة باق على قيد الحياة، فأشهروا النداء في القاهرة بأن قانصوه خمسمائة إن كان موجودا فليظهر وله الأمان، وإن لم يظهر بعد ستة أيام فلا أمان له.
فلما طال المجلس انفض العسكر من الرملة، ونزل غالب الأمراء الذين كانوا قد اجتمعوا في الحراقة بباب السلسلة، وكان يوم عيد الفطر، فاختار كل أحد عوده إلى داره حتى يقع اختيار الأمراء على من يولونه السلطنة، فأعرض غالب العسكر عن الأتابكي تاني بك الجمالي، ولم يرض به أحد منهم، وكان الأتابكي تاني بك الجمالي أرشل معكوس الحركات في أفعاله، وطاش لما ذكر للسلطنة، ثم آل أمره بعد ذلك إلى كل سوء، فلم تقم له السلطنة، وكانت من نصيب قانصوه الغوري ...
فلما رأوا المجلس مانع
4
تعصب الأمير قيت الرجبي أمير سلاح والأمير مصرباي، إلى قانصوه الغوري، وقالوا: ما نسلطن إلا هذا. فسحبوه وأجلسوه وهو يمتنع من ذلك ويبكي، وربما كلمه مصرباي ومزق طوق ملوطته، وهو يمتنع غاية الامتناع. فحضر الخليفة المستمسك بالله يعقوب، وقاضي القضاة عبد الغني بن تقي المالكي، والشهاب الشيشيني الحنبلي، وتأخر قاضي القضاة الشافعي زين الدين زكريا، وبرهان الدين الكركي الحنفي حتى يقع رأي الأمراء فيمن يولونه السلطنة، فكتب القاضي الحنبلي صورة محضر في خلع العادل من السلطنة، وشهد فيه جماعة كثيرة من الناس بأنه سفاك للدماء، ثم حضر القاضي الشافعي والقاضي الحنفي وعقدت البيعة لقانصوه الغوري، وبايعه الخليفة، وكانت سلطنته في يوم الاثنين مستهل شوال سنة ست وتسعمائة.
ثم أحضر إليه شعار السلطنة، وهي الجبة والعمامة السوداء فأفيض عليه ذلك، كل هذا وهو يمتنع ويبكي، فلقبوه بالملك الأشرف، وسما في علوه وأشرف، وكنوه بأبي النصر قانصوه الغوري، وبه صارت مصر مشرقة بالنوري، وقيل:
ألا إنما الأقسام تحرم ساهرا
Неизвестная страница