============================================================
المطلب الأول / تعريف الآيات المحكمات والمتشابهات ومسالك العلماء فيها "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل"(1). وقؤله لابن عباس مثل ذلك(2). وإذ عرفت هذه الجملة، علم أن الوقف على قوله: وما يعلم تأويله إلا الله}، ووصله بقوله: والرسيخون في العلو* جائز، وأن لكل واحد منهما وجها حسبما دل عليه التفصيل المتقدم"(3).
5- والإمام مرعي الكرمي المقدسي الحنبلي (ت/1033ه) في كتابه "أقاويل الثقات"، حيث نقله عن جمعات من علماء السلف والخلف ووصفهم بالمحققين، فقال: "وذهب قوم إلى أن الواو في قؤله والراسخون } للعطف لا للاسثناف، منهم: مجاهد، والضحاك، والربيع بن أنس، ومحمد بن جعفر، ويروى أيضا عن ابن عباس.
قال ابن عباس: "أنا ممن يعلم تأويله". ورجح هذا جماعات من المحققين كابن فورك، والغزالي، والقاضي أبي بكر ابن الطيب، وقال النووي: "إنه الأصح"، وائن الحاجب: "إنه المختار"، محتجين أن الله تعالى لا يخاطب العرب بما لا سبيل إلى مغرفته لأحد من الخلق، وأيضا فالإيمان به واجث على غموم المؤمنين، فلا يبقى لوصفهم بالرسوخ في العلم وأنهم أولوا الألباب فائدة تميزهم عن عموم المؤمنين"(2).
(1) لم أجده لعلي بن أبي طالب، لكن جاء عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن، فقلت: يا رشول الله، تبيثني وأنا شاب أقضي بينهم، ولا أذري ما القضاء. قال: فضرب بيده في صذري، ثم قال: "اللهم اهد قلبه وثبت لسانه". قال فما شككت بعد في قضاء بين اثنين رواه البزار في مسنده (125/3) (رقم/912)، وعبد بن حميد في مسنده (ص/21) (رقم/94)، وابن أبي شيبة في مصنفه (13/2) (رقم/29098)، وأحمد في "فضائل الصحابة" (580/2) (رقم/984)، وابن ماجه في سننه (774/2) (رقم/2310) حكم الشيخ الألباني: صيح".
(2) رواه أحمد في مسنده (266/1) (رقم/2397) تعليق الشيخ شعيب الأرناؤوط: "إسناده قوي على شرط مسلم". وسيأتي تخريجه كاملا (ص/123).
(3) الراغب الأصفهاني ، مفردات غريب القرآن (ص/444 - 445).
(4) مرعي الكرمي، أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات (ص/53).
Страница 117