============================================================
المبحث الثاني (المحكم والمتشابه في القرآن العظيم 2 - والإمام المفسر أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي (ت/ 671ه)، حيث قال في تفسيره: "فمن قال من العلماء الحذاق بأن الراسخين لا يعلمون علم المتشابه فإنما أراد هذا النوع، وأما ما يمكن حمله على وجوه في اللغة ومناح في كلام العرب فيتأول ويعلم تأويله المستقيم (...)، فلا يسمى أحد راسخا إلا بأن يعلم من هذا النوع كثيرا بحسب ما قدر له"(1).
3- والامام الحافظ أبو زكريا يحيى بن شرف النووي (ت/ 676ها في شرحه على اصحيح مسلم"، فقال: "واختلف العلماء في (الراسخين في العلم) هل يعلمون تأويل المتشابه؟ وتكون الواو في: والراسخون} عاطفة أم لا ويكون الوقف على: { وما يقلم تأويله" إلا الله }؟ ثم يبتدى قوله تعالى: والرسخون فى العلو يقولونء امنا يوء} . وكل واحد من القولين محتمل واختاره طوائف، والأصح الأول وأن الراسخين يعلمونه لأنه يبعد أن يخاطب الله عباده بما لا سبيل لأحد من الخلق إلى معرفته، وقد اتفق أصحابنا وغيرهم من المحققين على أنه يستحيل أن يتكلم الله تعالى بما لا يفيد. والله أعلم"(2).
)- والإمام اللغوي الراغب الأصفهاني (ت/502ها رحمه الله تعالى في "مفردات غريب القرآن"، حيث قال: "المتشابه على ثلاثة أضرب: 1) ضرب لا سبيل للوقوف عليه كوقت الساعة، وخروج دابة الأرض، وكيفية الدابة ونحو ذلك.
2) وضرب للإنسان سبيل إلى معرفته، كالألفاظ الغريبة والأحكام الغلقة.
3) وضرب متردد بين الأمرين يجوز آن يختص بمعرفة حقيقته بعض الراسخين في العلم، ويخفى على من دونهم، وهو الضرب المشار إليه بقوله في على: (1) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن (18/4).
(2) النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (218/16).
Страница 116