من أهل الجنة، فلينظرْ إلى هذا".
ويحتمل أن يكون قوله ﵇: "أفلح الرجل إن صدق" بحضورِ الرجل؛ كي لا يغترَّ ويتَّكِلّ على كونه من أهل الجنة، فلما ذهبَ قال ﵇: "من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظرْ إلى هذا".
وجَدُّ "طلحةَ": عثمانُ بن عمرو بن كعب القرشي.
* * *
١٣ - عن سُفيان بن عبد الله الثَّقَفِي قال: قلتُ: يا رسولَ الله! قُلْ لي في الإِسلامِ قولًا لا أَسألُ عنهُ أحدًا غيركَ، قال: "قُلْ: آمنتُ بالله، ثُمَّ اسْتَقِمْ".
قوله: "قل: آمنت بالله ثم استقم"، (استقم): أمر مخاطب من استقام يستقيم استقامة: إذا قام مستويًا وداوم وثبت على الحق.
يعني: قلت: يا رسول الله! أخبرني عمَّا هو كمالُ الإسلام بحيث تكون أصول الإسلام وفروعه داخلةٌ فيه بحيث لا أحتاجُ إلى أن أسأل أحدًا غيرَك عنه، فقال له رسول الله ﵇: قل: آمنت بوحدانية الله وقدمه، وجميع أمره ونهيه ووعده، ثم اثبتْ على جميع هذه الأشياء بحيث يكون ظاهرك وباطنك فيها موافقين.
وقوله ﵇: "ثم استقم" لفظٌ جامعٌ للإتيانِ بجميع الأوامر، والانتهاءِ عن جميع المناهي؛ لأنه لو ترك أمرًا لم يكن مستقيمًا على الطريق المستقيم، بل عدل عنه حتى يرجع إليه، ولو فعل منهيًا، فقد عَدَلَ عن الطريق المستقيم أيضًا حتى يتوبَ، ولهذا قال رسول الله ﵇: "شيبتني سورة هود" يعني: قوله تعالى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾؛ لأن الاستقامة كما يحبُّ الله