129

Ключи к объяснению Масабих

المفاتيح في شرح المصابيح

Исследователь

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

Издатель

دار النوادر

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Место издания

وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية

Жанры

يرضى ويستحسن قول رجل يقول: والله لا أزيد على هذا، ويمدحه عليه بقوله في رواية أبي هريرة: "من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظرْ إلى هذا"، وفي هذا الرواية بقوله: "أفلح الرجل إن صدق"؟! و(الإفلاح): وجدان الفلاح، و(الفلاح): وجدان المراد في الدنيا والآخرة، وقيل: الفلاح أربعة أشياء: بقاءٌ بلا فناء، وغنًى بلا فقر، وعزٌّ بلا ذل، وعلمٌ بلا جهل. فإن قيل: لم لم يذكر الشهادة والحج؟ قلنا: أما الشهادة فلأن الرجل كان مسلمًا، فلم تكن به حاجة إلى عرض الشهادة عليه. وأما الحج فهو مذكور في رواية ابن عباس؛ لأن هذا الحديث يرويه ابن عباس، كما يرويه أبو هريرة وطلحة بن عبيد الله، وبينهم اختلاف في ألفاظ، ولم يسمع أبو هريرة وطلحة لفظ الحج، أو سمعاه ولكنهما نسياه؛ لأن سؤال ضمام هذا السؤال في السنة الخامسة من الهجرة في قول، وفي السابعة في قول، وفي التاسعة في قول، ووجوب الحج كان في السنة الخامسة، فإذا كان كذلك، فترجيحُ رواية ابن عباس أولى؛ لأن كون الحج مذكورًا في حديثه زيادةُ علم، ولزيادةِ الراوي بعلمِ لفظٍ ترجيح وقوةٌ عند أصحاب الحديث. فإن قيل: لمَ قال ﵇ في رواية طلحة: "أفلح الرجل إن صدق"؛ حَكَمَ للرجل بالفلاح بلفظ: إن صدق، وهو للشكِّ في صدقه، وحكم بكونه من أهل الجنة مطلقًا بغير شكًّ في رواية أبي هريرة؟! قلنا: يحتمل أنَّ قوله ﵇: "أفلح الرجل إن صدق" كان قبل أن يخبره الله تعالى بحال الرجل، ثم أخبره الله تعالى صدقَ الرجل وإخلاصَ نيته وكونَهُ من أهل الجنة، فقال رسول الله ﵇: "من سرَّه أن ينظر إلى رجل

1 / 85