يستدفع الشر والبلوى بحبهم
ويسترب به الإحسان والنعم
لا ينقص العسر بسطا من أكفهم
سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا
يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم
خيم كريم وأيد بالندى ديم
وفي هذه القصيدة الجيدة نفحات من التصوف، فالشاعر يقرن شكر الله بشكر آل الرسول ويرى أن حبهم دين وبغضهم كفر، وتلك أقصى غايات الصدق في الحب، ويؤيد هذا ما وقع للشاعر بعد إنشاد هذه القصيدة؛ فقد غضب هشام وحبسه، وأنفذ له زين العابدين وهو في الحبس اثني عشر ألف درهم فردها وقال: «مدحته لله تعالى لا للعطاء.»
والمدح لله هو عين التصوف، ولا يغض من هذا قبوله العطية بعد ذلك؛ فقد تلطف زين العابدين وقال: «إنا أهل بيت إذا وهبنا شيئا لا نستعيده.»
96
وكذلك يكون قبول هذه العطية بابا من الأدب في رعاية أسباط الرسول عليه الصلاة والسلام.
Неизвестная страница