Баталии арабов в Андалусии
معارك العرب في الأندلس
Жанры
ولعل فردينان كان يضمر وراء هذا السخاء خطة معينة ينوي تنفيذها عندما يصبح أمر غرناطة في يده، وتسرح جنود المسلمين، وتؤخذ منها قلاعها؛ فقد جاءت شروط المعاهدة في مصلحة المنكسرين أكثر منها في مصلحه الظافرين.
ولا يرجو مقهور أن ينال من قاهره شروطا شريفة أفضل منها تصون حرية الدين وحرية النفوس معا! فهي تنص من الناحية الدينية على أنه: لا يجوز للجنود المسيحيين أن يدخلوا المساجد إلا بإذن من الفقهاء، وتبقى المساجد والأوقاف كما كانت، ولا يمنع مؤذن ولا مصل ولا صائم عن أموره الدينية، وكل مسيحي يضحك منهم في أثناء إقامة شعائرهم يعاقب!
لا يقسر من أسلم من النصارى على الرجوع إلى دينه، وأما من تنصر من المسلمين فإنه يوقف أياما حتى يظهر حاله، ويحضر له حاكم من المسلمين وآخر من النصارى، فإن أبى الرجوع إلى الإسلام يترك على ما أراد.
وتنص من ناحية أخرى على حماية النفوس والعادات والمنازل والأموال، فلا يجوز للعساكر المسيحية أن تدخل بيوت المسلمين ولا تأخذ منها طيورها ومواشيها، أو تقيم فيها الولائم والمراقص على كره من سكانها.
ولا يسمح للجنود الإسبانيين بأن يصعدوا إلى السور الذي يفصل القلعة عن البيازين، لئلا يستطلعوا على دور المسلمين، ولا تخترق القوات المسيحية مدينة غرناطة يوم دخول العاهلين إلى الحمراء، وإنما تسير في طريق منحرف خارج الأسوار، مراعاة لشعور الغرناطيين.
ومن هرب من أسارى المسلمين ودخل غرناطة فلا سبيل عليه لمالكه ولا لسواه، ولا يعاقب من قتل نصرانيا أيام الحرب، ولا ترد منه الأسلاب التي غنمها، ولا يؤخذ أحد بذنب غيره، ويخير المسلم في البقاء أو في السفر إلى المغرب وإفريقية، فمن آثر البقاء ورضي أن يكون من رعايا صاحبي السمو الملكي ، يبقى له سكنه وماله وعقاره، ولا يؤدي من المغارم زيادة على ما كان يؤديه للأمراء المسلمين، وترفع عنه جميع المغارم والمظالم المحدثة، ويسير في بلاد النصارى آمنا في نفسه وماله، ولا يجعل علامة يعرف بها كما يجعل اليهود والمدجنون.
ولا يحكم على أحد منهم إلا بشريعتهم لدى قضاتهم، ولا يولى عليهم نصراني أو يهودي، ويحق للتجار المسلمين أن يسافروا ويعودوا متمتعين بالحرية والطمأنينة، فيمكنهم أن يعبروا بتجاراتهم إلى إفريقية كلها، وأن يتنقلوا في جميع الولايات الخاضعة لصاحبي السمو، ولا يؤدون من المكوس زيادة على ما يؤديه التجار المسيحيون.
ويجب أن تكون أسواق المسيحيين ومجازرهم منفصلة عن أسواق المسلمين ومجازرهم، لكي لا يحصل اختلاط في البضائع واللحوم.
ويستقل المسلمون بمياههم وأنابيبهم، فلا يحق للمسيحيين أن يشربوا منها أو يغسلوا بها ثيابهم، وإن صاحبي السمو وقوادهما الأكارم يراعون المسلمين، ويعاملونهم معاملة الأتباع الأوفياء.
أما من آثر الهجرة على البقاء فلا يمنع، وتنقله إلى العدوة الإفريقية - في مدة معينة - مراكب صاحبي السمو، ولا يلزمه إلا الكراء، ويحق له أن يأخذ معه جميع أمواله: ذهبه وفضته وحلاه، وبضاعته وسلاحه، ما عدا الأسلحة النارية.
Неизвестная страница