Научные и социальные обсуждения
مباحث علمية واجتماعية
Жанры
المقالة العاشرة
كشكول طبيب
1
أودع هذا الكشكول كل ما يدور في الخاطر من منظور وغير منظور ومنقول ومعقول، غير متعمد ترتيبا، أو ضامن صوابا، أو متكلف عناء لانتقاء الألفاظ أو الإبداع في المعاني، أو التأنق في الإنشاء، غير فاتح كتابا، أو مسهد جفنا، أو جاهد فكرا، أو مختلس وقتا،
2
أو مصلح خطأ، أو متوخ حقيقة، مدفوعا إلى الورق عن غير قصد، مادا ساعدي إلى الدواة عن غير جهد، وممسكا القلم بيدي عن غير سابق علم بما أخط، محققا ما يؤثر عن العلماء - والعلماء كالشعراء قد يصدقون وقد لا يصدقون - من أن الوظيفة تكون العضو. فقد روي عن كثيرين من الكتاب أنهم لا يستطيعون إبداء فكر أو إنشاء سطر، ولا يعرفون ماذا يكتبون - ولعلي واحد منهم - حتى يمسكوا القلم بيدهم، فيقبضون عليه وهو مثلم كقناة مهدي السودان، فإذا هزوه على القرطاس أصبح كأنه سيف بطل أم درمان الذي أثبت للناس حقيقة كبرى طبل العالم لها وزمر؛ ألا وهي أن الحضارة أرقى من البداوة، والعلم أفضل من الجهل، وأن الرجل المدجج بالسلاح أقوى من الأعزل، فاسترد عن مقدرة ما أضاعوه لا عن عجز، وإنما هي المصلحة تؤتى من أبوابها.
وقد ذكر أناس تغلب عليهم الشراسة إذا حملوا العصا، ويبالغون في الكياسة إذا لبسوا القفاز، ولعل هذا هو السبب الذي لأجله لم أحمل عصا في عمري، وأنا أكره لبس القفاز؛ لا لأني أريد أن أبقى بين السكر والحنظل.
لا تكن سكرا فتأكلك النا
س ولا حنظلا تذاق فترمى
3
Неизвестная страница