Деяния праведников
مآثر الأبرار
Жанры
الغوي: هو هارون الملقب بالرشيد الذي نكث الأمان، والبر التقي: يحيى بن عبد الله، [و] قصتهما أشهر من نار على علم، لكن أذكر هاهنا طرفا من ذلك جريا على العادة، فأقول: أما أبوه عبد الله الملقب بالكامل فقد مضى طرف من خبره، وكذلك أخواه النفس الزكية محمد، وأبو الحسن إبراهيم، وأما أمه فهي قرشية من ذرية زمعة بن الأسود، وأبوها ابن أخت هند والدة النفس الزكية، وأخويه إبراهيم وموسى، كان يحيى هذا من عيون الأئمة، وفضلاء هذه الأمة، قد روى الحديث عن أهله وعن غيرهم، وأكثر روايته عن جعفر الصادق وكان قد حضر القتال مع الفخي، وقاتل قتالا عظيما، وأصيب بنشاب كثير حتى صار كالقنفذ، فلما انقضت الوقعة أقام مستترا مدة طويلة يطوف في الآفاق خوفا على نفسه، [و] وصل صنعاء، وأقام[بها] شهورا، وأخذ عنه علماء صنعاء كثيرا، ثم دخل بلاد الحبشة وخرج منها، ثم دخل بلاد الترك فتلقاه ملكها بالإكرام، وقدم [له] التحف العظيمة، ودعاه إلى الإسلام فأسلم على يديه سرا، وبث [يحيى] دعاته في الآفاق، فجاءته كتبهم ببيعة مائة ألف منهم العلماء والفقهاء، فقال يحيى: لا بد من الخروج إلى دار الإسلام فنهاه ملك الترك عن ذلك، وقال: إنهم يخدعونك، قال يحيى: لا أستجيز فيما بيني وبين الله[تعالى] أن أقيم في بلد الترك ومعي مائة ألف مقاتل من المسلمين، فخرج إلى بلاد الديلم، وقال: إن للديلم، معنا خرجة، وأرجو أن تكون معي فلم تكن معه، وإنما كانت مع الناصر وكان في الذين بايعوه من عيون العلماء ا لمشهورين ابن عبد ربه، [و] ابن علقمة، والشافعي وغيرهما، وجرى على الشافعي -رحمه الله- في ذلك نكبة، وذلك أن الرشيد لما بلغه أنه يدعو ليحيى بن عبد الله أنفذ إليه من أتى به على حمار مقيد مكشوف الرأس، فأدخل بغداد على تلك الحال.
Страница 316