Дары шейха Ибрагима Аль-Фареса
دروس للشيخ إبراهيم الفارس
Жанры
حقد رافضي
قام رجل مشهور يعمل وزيرًا من الوزراء بإرسال رسالة إلى هولاكو زعيم التتار الذي دمر الخلافة الإسلامية العباسية سنة ٦٥٦هـ، وقتل في ثلاثة أيام متتالية أكثر من مليون ومائتي ألف ما بين رجل وامرأة وطفل.
كان هذا الوزير وزيرًا لآخر الخلفاء العباسيين الذي يدعى بـ المستعصم بالله، وقد كان خليفة المسلمين غارقًا في اللعب واللهو، وكان قد استوزر مجموعة من الوزراء منهم هذا الوزير الذي تميز بأنه رافضي خبيث.
وكان من خبر هذا الوزير أنه قام سرًا بإرسال رسالة إلى هولاكو الذي اجتاح أجزاء من العالم الإسلامي إلى أن وصل إلى إيران ثم توقف؛ لأن أهدافه قد تحققت فأراد الرجوع إلى بلاده، فأرسل له هذا الوزير رسالة: إلى هولاكو من فلان بن فلان: إنني أستحميك وأطلبك وأرجوك أن تقدم علينا وتخلصنا مما نحن فيه، فرد عليه هولاكو رسالته بقوله: لا أستطيع أن أقدم عليكم؛ لأن عندكم في بغداد مائة ألف جندي مدربين أقوياء، فأخشى أن أتعرض وجيشي إلى الهزيمة، فرد عليه هذا الوزير: لك علي في فترة وجيزة أن أصرف الجند ولا يبقى في بغداد إلا الضعاف منهم.
ثم وفّى بوعده فقام بصرف الجند من بغداد مستغلًا وزارته التي منحها، فبدأ يرسل كتائب الجند إلى مصر وإلى سوريا وغيرهما، ولم يبق في بغداد إلا عشرة آلاف جندي من أضعف الجند، ثم أعاد الرسالة مرة أخرى إلى هولاكو وقال له: تعال على الرحب والسعة فلم يبق أحد يردك عما تريد، فقدم هولاكو ثم حاصر بغداد حصارًا يسيرًا فسقطت بغداد في أيدي التتار، ثم أذن لجنده بأن يفعلوا الأفاعيل، ومعهم هذا الوزير الخائن وأتباعه، فبدءوا يعيثون في المسلمين فسادًا، فقتلوا في يوم واحد: خمسمائة ألف، وفي اليوم الثاني: خمسمائة ألف، وفي اليوم الثالث: مائتي ألف، فكان القتلى في ثلاثة أيام مليونًا ومائتي ألف رجل وامرأة وطفل، فأنتنت بغداد من كثرة الجيف ولا أحد يستطيع أن يدفنهم، حتى إن رائحة الجثث كانت تشم في دمشق على مسافة سبعمائة كيلو متر من بغداد.
وذكر ابن كثير أن الذين قتلوا مليون ومائتا ألف، وثمانمائة ألف آخرين ماتوا من شدة الرائحة والوباء.
أتدرون من هو هذه الوزير؟ إنه رجل يدعى مؤيد الدين ابن العلقمي، وقد كان رجلًا رافضيًا شيعيًا يحقد على أهل السنة كما يحقد غيره من الشيعة على أهل السنة، فهم يكرهونهم كراهية عجيبة.
وكان يهدف من إرسال الرسالة أن يقيم دولة شيعية على أنقاض الدولة السنية التي يحكمها الحاكم العباسي، وفعلًا أقيمت الدولة الشيعية ولكن الله ﷾ بالمرصاد فقد قتل ابن العلقمي على يد التتار، وقتل الوزير الآخر نصير الدين الطوسي الذي كان ملازمًا لـ ابن العلقمي على أيدي التتار أيضًا، ولم تقم لهم قائمة.
وإنما كانت هذه القصة من القصص التي لا تنسى؛ لأنها تتكرر دومًا وأبدًا فالشيعة باستمرار يخططون ليكيدوا للعالم الإسلامي.
13 / 3