Уроки шейха Мухаммада аль-Мухтара аш-Шанкити

Мухаммад ибн Мухаммад аль-Мухтар аль-Шинкити d. Unknown
69

Уроки шейха Мухаммада аль-Мухтара аш-Шанкити

دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي

Жанры

حفظ اللسان إذا أراد الله أن يجعل حجك مبرورًا وسعيك مشكورًا؛ عصم لسانك عن الزلات والهمات وتتبع العورات؛ حتى لا تبلى بالدركات، قال معاذ: (يا رسول الله! أو إنا مؤاخذون بما نقول؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم) فتتقي الله في لسانك، وتكون مسلمًا منقادًا لله مستسلمًا، قد سلم المسلمون من لسانك وزلات جوارحك وأركانك. احفظ اللسان! كان شريح إذا أحرم بالحج والعمرة كأنه حية صماء، كان السلف يحفظون ألسنتهم حتى يبلغوا قول رسول الله ﷺ: (من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه). اشترط النبي ﷺ لهذه المغفرة والرحمة سلامة لسانك، وهي وصية الله في كتابه، ووصيته لأوليائه وأحبابه: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾ [البقرة:١٩٧]. اتفقت كلمة السلف وعبارة الأئمة رحمة الله عليهم في قوله سبحانه: (فلا رفث): هو الكلام الذي يكون عند النساء مما يثير الشهوة ويبعث عليها، وأما الفسوق: فمذهب طائفة من السلف أنه المعاصي كلها، فإذا أراد الله أن يجعل حج العبد مبرورًا عصم لسانه؛ وحفظه عما لا يليق؛ فأصبح لله ذاكرًا، ولنعمته شاكرًا، ومن ذكر الله ذكره، ومن شكر الله فإن الله يجزي الشاكرين ولا يضيع أجر المحسنين. إذا رأيت العبد يلهج لسانه بذكر الله، ويعمر أوقات حجه بالكلام في طاعة الله؛ فاعلم أن ذلك من بشائر القبول من الله ﷾. احفظ لسانك؛ فإن حفظ اللسان سبيل إلى الجنان، كما ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: (من يحفظ لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة) فضمن الله الجنة لمن حفظ اللسان من هماته وزلاته، والفرج من مساوئه وتبعاته. إذا لبى الملبي تعمر لسانك بذكر الله، وتذكر قول رسول الله ﷺ: (ما من مسلم يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر وشجر حتى تنقطع الأرض) تذكر الله قائمًا، وتذكره قاعدًا، وتذكره على جنب في طاعته سبحانه على جميع الشئون والأحوال. من علامة الحج المبرور: سلامة جوارحك وأركانك من أذية المؤمنين؛ فإن الله ﷿ إذا أحب عبده وفقه لاستغلال جوارحه في طاعته، وبلوغ أعلى المنازل من محبته ومرضاته. من برور الحج: أن تكون محسنًا إلى المسلمين لا مسيئًا، سئل ﵊ -كما روى الطبراني وأحمد في مسنده- عن برور الحج، فقال صلوات الله وسلامه عليه: (إفشاء السلام، وإطعام الطعام). قال العلماء: من برور الحج إفشاء السلام، وإطعام الطعام، ليس المراد أن ينحصر في هاتين الخصلتين، وإنما هو إشارة إلى صلاح اللسان، وصلاح الجوارح والأركان، معناه: أنه حاج بار ما رأى المسلمون منه إلا الخير في لسانه، وفي جوارحه وأركانه؛ فقل أن تجد مسلمًا يفشي السلام إلا كان لسانه معصومًا من الآثام؛ لأن الذي يسلم فيه: خصال المؤمنين الحقة، فيه التواضع ومحبة الخير للمسلمين، ولذلك يسلم حتى يكون دعاؤه وسلامه رحمة لإخوانه المسلمين. الذي يفشي السلام ويطعم الطعام قد قيض قلبًا يخاف الله ويرجو رحمته، الذي يفشي السلام ويطعم الطعام قد قيض قلبًا نقيًا تقيًا لعباد الله المؤمنين؛ ولذلك أحب لهم الخير فكان في أعلى المراتب، وهي مرتبة الإحسان إلى الناس لا مرتبة الإساءة.

5 / 8