مدحنكم حيث لا مجدًا أزيدكم ... فقد كحلت عيونًا جمّة الكحل
وقال:
سرنا نراقب إعلان الصباح بنا ... كأننا في ضمير الليل كتمان
منها:
هو المقرّ العلا والخيل سارحة ... واللابس الحمد والصمصام عريان
والمبصر الرشد أقصى مطالبه ... والناس منة فتنة الأهواء عميان
منها:
تاهت بمجدك قحطان وعدنان ... كما تضاءل تؤبان وساسان
ركبت جودك دربًا والعدى جزرٌ ... وسيفك النار والأطيار ضيفان
وهاج فيه وريح البأس تنسجه ... جيش هو اليم والأسياف خلجان
وللدماء غدير فوق ضفّته ... للجيش دوج وسمر الخطّ أغصان
وقال من أخرى:
توهمهم سلمًا فسولمت ظاهرًا ... وشنّوا على ظهر المغيب حروبا
وثقت بهم في النائبات فأخلفوا ... وكانوا إلى جنب الخطوب خطوبا
فكم صاحب منهم يبيت بقلبه ... بعيدًا ويغدو باللسان قريبا
نشرت له برد الإخاء كأنما ... خضبت بها في العارضين مشيبا
٤٦- وقال الأديب أبو محمد عبد الجليل بن وهبون:
ولما رأيت الزور في الناس فاشيا ... تخيّل لي أن الشباب خضاب
ولولا ابن عمار وفاضل سعيه ... لأصبح ربع المجد وهو خراب
ولا أحرقت أرض العدو صواعقٌ ... ولا مطرت أرض العفاة سحاب
وقال:
ومن لم يخضّب رمحه في عداته ... تساوت به في الحي ذات خضاب
منها:
إذا ورق الفولاذ هزّ تساقطت ... ثمار حتوف أو ثمار عذاب
وقال من أخرى:
قل للرشيد وقد هبّت نوافحه ... أسرفت يا ديمة المعروف فاقتصد
أثريت عندك من جاه ومن نسب ... حتى وجت الغنى في همتي ويدي
عاد الزمان بما أوليتني غصنًا ... غضًا فقمت مقام الطائر الغرد
وقال من أخرى يصف مواني الأسطول:
من كل لابسة الشباب ملاءة ... حسب اقتدار الصانع المتأنق
شهدت لهن العين أن شواهنًا ... وزحفن زحف مراكب في مأزق
بمجادفٍ تحكي أراقم ربوة ... نزلت لتكرع في غدير متأق
وقال:
بأي لفظ أحلّي منك ذا شيم ... لولا حلاها لكان الدهر ذا عطل
منها:
وأرى البصيرة لا تزري الأناة به ... ولا تعود عليه آفة العجل
٤٧- وقال الوزير أبو القاسم بن مرزقان:
ما دجا ليلٌ على آمله ... كل ليل بأياديه نهار
٤٨- وقال الوزير أبو مروان بن عبد العزيز:
بحور بلاغة ونجوم عز ... وأطواد رواس من جلال
فكم كافور أيامٍ خلطناه ... ولم تظلم بمسك من ليال
وقال:
أمحيي معاهد رسم الأدب ... ومنشئ مشاهد فخر العرب
ومن نظم الفضل نظم الجمان ... ومن سبك الشعر سبك الذهب
٤٩- وقال أبو الحسن البكري:
ولأشربنّ كأس الصبابة علقمًا ... حتى أغاطي كاس وصل سكّرا
وإذا سما بسمائه بدر الدّجى ... فعليه من قلبي السلام مكررا
٥٠- وقال الوزير أبو الحسين بن محمد بن الجد:
دع السيف يوهى ما بناه فإنما ... على السيف أن يبني بما هو يهدم
لربعك يخذي كلّ نضو كأنها ... قسي عليها من عفاتك أسهم
منها:
ولولا الأسى ما رق شعر مهلهل ... ولا حاز سبقا في الرثاء متمم
وقال:
تدرعت قلبي وحشة حشت الحشا ... وأقفر من أنس كما أقفر الربع
هما نصرتا من لم تؤيده قدرة ... وبئس النصيران التنفس والدمع
منها:
شكري لنعماك شكر الروض للدّيم ... فاقطف بأيدي الأيادي روضة الكلم
وقال:
سجيةٌ في العلا شابت ذوائبها ... وهمّة نشأت في تربة الكرم
منها:
جيش أياديك الحسني تقد لجبًا ... واجعل سلاحك ما تسديه من نعم
تهزم أعاديك اللائي إذا فحصت ... عنها المكارم لم توجد من الأمم
والفظ جناه وإن لذّت مذاقته ... فربما شرق الغصان بالشيم
ومنها:
لولاك لم تنتظم في السلك لؤلؤة ... ولا غدا الشعب منه جدّ ملتئم
ومنها:
دلائل الفضل في السادات واضحة ... منها الوفاء ومنها الرعي للذمم
تبلي الليالي ولا تبلي عرائكها ... وربما جددتها لبسة القدم
من لي بتأدية الشكر الذي كتبت ... جدواك أسطره في صفحتي عدمي
1 / 12