ومنها:
وإليكها كالروض زارته الصّبا ... وحنا عليها الطّل حتى نوّرا
نمقته وشيًا بذكرك مذهبًا ... وفتقته مسكًا بحمدك أذفرا
من ذا ينافحني وذكرك مندل ... أوردته من نار فكري مجمرا
وقال يخاطب المعتمد:
الكأس ظامئه إلى يمناكا ... والروض مرتاح إلى لقياكا
فأدر بآفاق الزجاج كواكبًا ... تخذت أكفّ سقاتها أفلاكا
راحًا إذا هبّ النسيم حسبتها ... مسروقة الأنفاس من رياكا
يسري على ريحانه نفس الصّبا ... سحرًا فيوهم أنه ذكرّاكا
وقال في غلام لبس درعًا:
بكيت وقد دنا ونأي رضاه ... وقد يبكي من الطرب الجليد
قسا قلبًا وسنّ عليه درعًا ... فباطنه وظاهره حديد
وقال:
وهويته يسقي المدام كأنه ... قمر يدور بكوكب في مجلس
متأرج الحركات تندي ريحه ... كالغصن هزّته الصبا بتنفس
يسقي بكأس في أنامل سوسنٍ ... وبدير أخرى من محاجر نرجس
وقال من أبيات:
ولو لمعت لي من سمائك برقةٌ ... ركبت إلى مغناك هوج الجنائب
وقال من أبيات:
وإنّي لتثنيني إليك مودّةٌ ... يغيرها ما قد تعرّض من ذنب
فما أعجب الأيام في ما قضت به ... تريني بعدي عنك أنس من قربي
أخافك للحق الذي لك في دمي ... وأرجوك للحبّ الذي لك في قلبي
٤٤- وقال أبو الوليد حسان بن المصيصي:
وقد صغت من ذاك المحيّا وحسنه ... صباحًا ومن تلك الخلائق أنجما
أراه وأرجوه وأنشد فضله ... فيملأ منى العين والكفّ والفما
وقال من قصيدة:
أقدم على حذر وأرغب على زهد ... أغلظ على رقة وأسفر على خجل
حاز المؤيّد ممّا قلت أفضله ... وزاد للفرق بين القول والعمل
ومنها:
صفحت عنه لآمال له سلفت وبما كره التفصيل للجمل
وكم جلوا بالندى من ليل مفتقر ... كأنّه دمعةٌ في جفن مكتحل
ومنها:
من مبلغ يده أني نظمت لها ... شكرًا جعلت قوافيه من القبل
وقال:
روض لشباب تناوبت أزهاره ... ولّى بنفسجه وجاء بهاره
ودّ البهاء لو أن أسود لحظها ... أضحى خضابًا حين شاب عذاره
قد كان يعجبهن خفّة حلمه ... والآن ساء الغانيات وقاره
٤٥- وقال الوزير الفقيه أبو بكر بن الملح:
حسب القوم أنني عنك سالي ... أنت تدري بأنني ما أبالي
قمري أنت كلّ حين وبدري ... فمتى كنت قبل هذا هلالي
وقال من قصيدة:
والعضب يستره القراب وربما ... خشنت مضاربه الرقاق من الصدا
والروض يبعث بالنسيم كأنّما ... أهداه يضرب لاصطباحك موعدا
ومنها:
كم قد ركبت إليك كاهل همّة ... كادت تغالط في أخيه الفرقدا
وقال من قصيدة:
حاز السناء وما أسنّ وإنما ... نمت الفروع بطيب أصل العنصر
منها:
ثبتوا على الأصل القديم وأثبتوا ... لسب الكواكب في قبائل حمير
ونموا على السّعي القديم فأثبتوا ... نسب المكارم من تراث المنذر
بقى الثناء عليهم فكأنما ... ركبوا المنابر في بطون المقبر
وقال من أخرى:
كذلك يبدو الموت نارًا ولجةً ... على صفحتي صمصامك الوافد الندي
يصلن السرى والماء غور كأنما ... حملن عصا موسى على كلّ جلمد
له جدولٌ من صارمٍ متسلسلٍ ... إلى غصن من ذابل متأوّد
وقال من أخرى:
وتركت ذاك الجيش نهبًا للظبا ... متخاذل الأنصار مطلول الدم
منها:
أنا ضاحك للدّهر ضحكة شامت ... إن كان يعبس للندى المتيسم
وقال من أخرى:
تواصلوا بأعمال الشقاوة بينهم ... وعاذوا بشيطان هناك رجيم
منها:
تحاموا بلادًا مزّقتهم كأنما ... مضت في رباها عاصف بهشيم
سروا تحت ألأطراف الرماح كأنهم ... شياطين ضلّت تحت رصد نجوم
وقال:
وغافل بالصّبا عن قطع مدّته ... قد راش أجنحة الأيام بالجذل
منها:
إذا الهوى فاض طوفانًا ركبت له ... فلك العزاء ولم آوى إلى جبل
منها:
ضاق الزمان بما حطمت من قضب ... في رعيهن وما تصدّت من أسل
ومنها:
1 / 11