Суннитские жемчужины в султанских поздравлениях
اللآلئ السنية في التهاني السلطانية
Жанры
على أن هذه الهمة العالية لم تقف بالأمير الجليل عند هذا الحد البعيد، بل عادت إلى الشمال وتخطت البحار فظهرت آثار الأمير في مساعدة الدولة العثمانية مرتين: أولا بإرسال نجدة من جنود مصر إلى بلاد البوسنه والهرسك عند حدوث الفتنة فيها سنة 1877، وثانيا بإرسال التجريدة المؤلفة من 25000 جندي مصري تحت رئاسة أخيه القائد العام المغفور له الأمير حسن باشا لمساعدة الجيوش التركية في محاربة الروسيا في السنة المذكورة.
هذا وإن شغف الأمير حسين باشا بتعميم التعليم بين جميع طبقات الأمة المصرية قد حدا به على تأسيس مدارس الأطفال العسكرية بالقاهرة والإسكندرية - وقد تلقى كاتب هذه السطور مبادئ العلوم في المعهد الذي كان موجودا بجهة رأس التين بمدينة الإسكندرية.
وقد أنشأت نظارة الجهادية بناء على أمره تلك السكة الحديدية التي تربط حلوان الحمامات بالعاصمة، وكانت محطتها الأولى في ميدان محمد علي تحت القلعة. وكان افتتاح هذا الخط البالغ طوله 32 كيلو مترا في (شهر محرم سنة 1294/شهر يناير سنة 1877) بحضور ناظر الجهادية صاحب الدولة الأمير حسين كامل باشا.
وفي 26 ربيع الأول سنة 1292 / 2 مايو سنة 1875 ألقيت إلى دولة الأمير مقاليد نظارة البحرية علاوة على منصبه السامي في كل من نظارتي الجهادية والأشغال العمومية.
فلما كان 24 شوال سنة 1293 / 10 نوفمبر 1876 تولى دولته نظارة المالية بدلا من إسماعيل صديق باشا الذي غضب عليه أمير البلاد، وقد وافته منيته بعد أيام قليلة، وتخلى الأمير حسين باشا عن نظارة الأشغال العمومية إلى أخيه الأمير إبراهيم باشا، وعن نظارة الجهادية إلى أخيه الأمير حسن باشا. ولكن الأمير حسن باشا لم يمكث في منصبه سوى مدة قليلة؛ فإنه ذهب بعد ذلك على رأس الحملة التي أعدها خديو مصر لإمداد الجيوش التركية في الحرب الروسية. فلذلك عاد الأمير حسين كامل باشا وتقلد نظارة الجهادية في سنة 1294/سنة 1877 مع بقائه ناظرا للمالية.
وفي شهر أغسطس من السنة التالية كان تشكيل مجلس النظار على نظامه الحالي، ومن ذلك الوقت لم يدخل أحد من الأمراء في عداد أعضائه.
وفي شهر ذي القعدة سنة 1292/ديسمبر سنة 1875 أتم الله نعمته على الأمير فرزق ببكر أنجاله وهو دولة الأمير كمال الدين الذي ذهب فيما بعد إلى مدينة ويانة لتلقي المعارف بمدرسة التريزيانوم الشهيرة.
وفي 7 ربيع الأول سنة 1307 / 31 أكتوبر سنة 1889 وصل إلى الإسماعيلية لزيارة القطر المصري البرنس «دوغال ولي عهد الدولة البريطانية»، وهو الذي جلس فيما بعد على عرشها باسم «إدوارد السابع»، فعهد الخديو توفيق إلى أخيه الأمير حسين باشا بمرافقة الضيف الجليل يصفه مهمندار عال، فقام دولته بهذه المهمة الدقيقة خير قيام. وفي العام التالي حضر إلى مصر ولي عهد الروسيا «وهو الغراندوق نقولا الذي هو الآن القيصر نقولا الثاني إمبراطور الروسيا»، فلم ير الخديو توفيق باشا غير أخيه الأمير حسين ليكون خير رفيق لهذا الزائر الكريم.
هذا وأما اهتمام دولة الأمير حسين بالشؤون الزراعية فحدث عن البحر ولا حرج، كيف لا وقد كان سعيه المتواصل لخير المزارعين سببا في إطلاق أحب الألقاب إليه، وأعني به ما هو معروف به عند الخاص والعام من أنه «أبو الفلاح»، وبفضل اهتمامه قد استطاعت الجمعية الزراعية الخديوية أن تقوم بالخدم الجليلة التي أدتها للبلاد، ومن يوم تأسيسها في سنة 1898 إلى هذه الساعة لا يزال الأمير متوليا زمامها، وقائما بشؤونها بما هو معهود في شخصه المحبوب من الهمة والاقتدار.
ولدولة الأمير الفضل الأكبر بل الوحيد تقريبا في إنشاء المدرسة الصناعية بمدينة دمنهور، ذلك أن دولته بصفته من أكبر أصحاب الأطيان في مديرية البحيرة رأى من الضروري أن يعمل على إفادة هذه المديرية التي تنتج من الصناعة، فألف في هذه المديرية لجنة تحت رئاسته لجمع الاكتتابات العمومية من أهاليها دون سواهم من أبناء الأقاليم الأخرى، وجرى العمل على هذه القاعدة بدون إخلال سوى الشرف الذي ناله كاتب هذه السطور، فإنه حظي بدفع معونة جزئية لهذا العمل النافع. ولعمري ما قيمة هذه المعونة الطفيفة التي لا تذكر في جانب ما جاد به دولته على ذلك المعهد العامر الذي ينطق لسان الحال بأفصح بيان أنه نفحة من نفحاته، وأنه من ضمن آثار حسناته، ومأثور مبراته.
Неизвестная страница