Суннитские жемчужины в султанских поздравлениях
اللآلئ السنية في التهاني السلطانية
Жанры
الدين لله وإنما يمتاز الإنسان في هذه الحياة الدنيا بالكفاءة والأخلاق وإنه يقدر الناس على قدر عقولهم وأعمالهم الطيبة مهما كان دينهم، وإن التربية الصالحة من أهم الأمور، فالعلم وحده لا يغني عنها ولهذا قال وما زال يقول على الدوام: (علموا البنات علموا البنات)، حتى تتوفر في الأمة الأمهات الصالحات اللواتي يربين أولادهن على الصدق والاستقامة وخوف الله. فالتربية هي أساس التقدم والعمران، والعمل النافع إنما يكون بالتعاضد والتعاون. إن الله جعل الناس طبقات بعضها فوق بعض حتى يساعد القوي الضعيف والغني الفقير ويتضافرون جميعا على العمل الصالح، فالعظيم إنما هو العظيم بعمله ومجهوداته ومبراته، وإلا فأي فضل للغني على الفقير وأية ميزة للملوك والسلاطين على سواهم، أليس مصيرنا جميعا إلى القبر حيث يتساوى الكبير والصغير؟ أوليست شرائعنا جميعا على اختلاف دياناتنا وكتبنا تعلمنا أن الناس متساوون أمام الله يوم الحساب؟
واستطرد عظمته إلى ذكر الأحزاب فقال:
إن مصر كلها يجب أن تكون حزبا واحدا في طلب الخير والسعادة لهذا القطر لا للمتاجرة بالمصالح الذاتية والمطامع الشخصية. إن الذين يتجرون بالوطنية لقضاء أغراضهم ومصالحهم كثيرا ما يكونون غرباء عن هذه البلاد ، فلا يبالون بما تنتجه أعمالهم من النتائج السيئة، فإذا طرأ طارئ حملوا حقائبهم على ظهورهم وعادوا إلى بلادهم آمنين وتركوا الدار تنعي من بناها. أما أنا فورائي 12 مليونا من رعاياي تضطرني واجباتي أن أشاطرهم العيش في السراء والضراء وأن أبقى معهم وأنهض بهم وأسير في مقدمتهم إلى أن أبلغ بهم البر الأمين.
لما تشرف حضرات أعضاء المجلس الملي للطائفة الإنجيلية في هذا القطر ومندوبي سنودس النيل بمقابلة عظمة مولانا السلطان، تفضل عظمته فخاطبهم في عدة مواضيع عظيمة الشأن تتعلق بخير القطر، ومما قاله حفظه الله وأيده:
يسرني أن أرى اهتمامكم برفع شأن الآداب والعلوم في البلاد ولا سيما تهذيب الأخلاق فإنه يفضل كل شيء، ويهمني جدا انتشار روح الألفة والاتحاد بين جميع العناصر المصرية فإنها الطريقة المثلى إلى الارتقاء.
ثم أفاض عظمته في أمر تربية البنات وتهذيبهن فقال:
إن النساء خلقن ليسعدننا لا ليخدمننا، وخير سبيل إلى نيل السعادة أن نجتهد في إيجاد سيدات نافعات للبلاد كما نجتهد في إيجاد رجال نافعين لها. وختم حديثه السلطاني بما يفكر فيه من المقاصد الحسنة لتقدم البلاد اقتصاديا وأدبيا.
فرد أحد أعضاء الوفد على عظمته وقال: «من أعظم أسباب الشرف لهذا الوفد نيله رضى عظمتكم وشرف المثول بين يديكم لتقديم فروض الولاء والإخلاص، وأعظم ما يسره أن يرى عظمتكم على سرير سلطنة مصر سائلا الله أن يمنح عظمتكم العمر الطويل والملك السعيد لإتمام جميع رغائبكم الصالحة لخير البلاد.»
وقد خرج الوفد من لدن الحضرة السلطانية وهو يجهر بالدعاء لعظمة مولانا السلطان لما لقيه من رعايته السنية. •••
لما بلغ مسامع صاحب العظمة مولانا السلطان أن المرحوم أحمد حلمي أفندي الضابط الباسل في المدفعية المصرية الذي بذل حياته في أداء واجباته على ضفاف قنال السويس قد استشهد في خدمة سلطانه وبلاده من غير أن يخلف وراءه شيئا يذكر، وأنه ترك والدة ثكلى وشقيقة حزينة مفطورة الكبد لا يستحق لهما من معاش فقيدهما سوى جنيه واحد في الشهر، تحركت عوامل الرأفة في صدر عظمته وأشفق عليهما من أن يعضهما الدهر بنابه القاسية، ولا سيما في الأحوال الحاضرة، فأصدر حفظه الله أمره الكريم إلى صاحب السعادة ناظر الخاصة السلطانية بأن يربط لهما خمسة جنيهات مخصصا شهريا للاستعانة به مع ما يستحق لهما من معاش فقيدهما على المعيشة.
Неизвестная страница