Кхиласат аль-Мухтасар ва-Накават аль-Му'тасар
خلاصة المختصر ونقاوة المعتصر
Редактор
أمجد رشيد محمد علي
Издатель
دار المنهاج
Издание
الأولى
Год публикации
1428 AH
Место издания
جدة
عنه ((التعليقة))(١)، ثم رجع إلى طوس، وهو في طريقه قُطعت عليه الطريقُ فأُخذتِ منه ((التعليقة)) ثمّ ردّت إليه.
وقد حكى الإمامُ الغزالي هذه الحادثة فقال: قُطعت علينا الطريقُ، وأخذ العَيَّارون جميعَ ما معي ومضوا، فتبعتهم، فالتفتِ إِليَّ مقدَّمُهم وقال: ارجع ويحك وإلّا هلكت، فقلت له: أسألك بالذي ترجو السلامةَ منه أن تردَّ عليّ تعليقتي فقط؛ فما هي بشيء تنتفعون به، فقال لي: وما هي تعليقتك؟ فقلت: كتبٌ في تلك المخلاة، هاجرت لسماعها وكتابتها ومعرفة علمها، فضحك وقال: كيف تدعي أنك عرفتَ علمَها وقد أخذناها منك، فتجردتَ من معرفتها وبقيت بلا علم؟! ثم أمر بعضَ أصحابه فسلّم إليَّ المخلاة.
قال الغزالي: فقلت: هذا مستنطقٌ أنطقه الله؛ ليرشدني به في أمري، فلما وافيتِ طوس.. أقبلت على الاشتغال ثلاثَ سنين حتى حفظت جميعَ ما علقته، وصرت بحيث لو قطع عليَّ الطريقُ.. لم أتجرد من علمي(٢).
ثمّ بعد ذلك رحل إلى نيسابور، ولازم إمام الحرمين(٣) حتى برع في المذهب والخلاف والجدل والأصلين والمنطق، وقرأ الحكمةَ والفلسفةَ، وأحكم كلّ ذلك، وتصدى للتأليف في هذه الفنون، ومباحثة أهلها، والرد على مبطليهم، حتى صَنَّف في كل فن منها كُتُباً.
وقد وصف الفارسي حال الغزالي في نيسابور يومئذ فقال: (ثم قدم نيسابور مختلفاً إلى درس إمام الحرمين في طائفة من الشبان من طوس، وَجَدَّ واجتهد حتى تخرَّج عن مدة قريبة، وبزَّ الأقران، وجمل القرآن، وصار أنظَرَ أهل زمانه وواحدَ أقرانه في أيام إمام الحرمين، وكان الطلبة يستفيدون منه، ويدرس لهم ويرشدهم،
(١) مأخوذة من التعليق وهو الشرح والتوضيح، وقد يسميه الشافعية ((الإملاء)) وهو أن يقعد عالم وحوله تلامذته بالمحابر والقراطيس، فيتكلم العالم بما فتح الله سبحانه عليه في العلم، ويكتبه التلامذة فيصير كتاباً. انظر: ((حاشية العلامة الفاداني)) على ((المواهب السنية في القواعد الفقهية)) (٩٨/١).
(٢) الطبقات الكبرى (١٩٥/٦).
(٣) ستأتي ترجمته في شيوخ الغزالي.
320