132

خطب مختارة

خطب مختارة

Издатель

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Номер издания

الثالثة

Год публикации

١٤٢٣هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

فمتابعة هذا الرسول تتحقق بامتثال أوامره واجتناب مناهيه. فكل عمل من أعمال العبادة يجب أن يكون موافقًا لما شرعه هذا الرسول ﷺ وما لم يشرعه فهو بدعة مردودة. قال ﷺ: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد»، ويقول: «وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة» . عباد الله: والبدع التي أحدثها الجاهلون أو المغرضون كثيرة. منها ما يتكرر كل عام في شهر ربيع الأول من إقامة محافل بمناسبة مولد الرسول وربما سموا ذلك عيد المولد الشريف. وهذا الاحتفال أو هذا العيد بدعة منكرة ما أنزل بها من سلطان. إن يتبع أصحابها ومروجوها إلا الظن وما تهوى الأنفس. فهو بدعة لأن الرسول ﷺ لم يفعله ولم يكن من سنته، ولم يفعله أصحابه ﵃ وهم أسبق الناس إلى الخير. ولم يفعل في القرون المفضلة وإنما حدث فعله في القرن السادس للهجرة تقليدًا للنصارى الذين يحتفلون بمولد المسيح ﵇. وقد نهانا ﷺ عن التشبه بهم. فقال: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم»، فهذا الاحتفال بدعة وتشبه بالكفار. أضف إلى ذلك ما يجري فيه من المنكرات التي أعظمها الشرك الأكبر من دعاء الرسول وطلب الحاجات وتفريج الكربات منه وإنشاد الأشعار الشركية. بمدحه وكذا يحصل في هذه الاحتفالات اختلاط النساء بالرجال مما يغري بفعل الفواحش، مع ما ينفق في هذه الاحتفالات من أموال باهظة من أناس ربما لا يؤدون الزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام. ومن العجيب أن هؤلاء الذين يحتفلون بمولد الرسول ﷺ هم في الغالب لا يعملون بسنته ولا يحكمون بشريعته بل ربما لا يصلون الصلوات

1 / 136