ويجب أن يكون استيعاب الهواء عن طريق الأنف دون الفم، فيدخل الصدر بعد أن يكتسب حرارة الجسم، ويمشي في طريقه خلال الشعر والأهداب المتموجة والسائل المخاطي مما ينظفه بعض التنظيف ويصفيه من ذرات الغبار والأوساخ العالقة به، والمتعود على الركض يشهد أن التنفس من الأنف لا يتعب كالتنفس من الفم، فضلا عن ذلك فالتنفس الدائم من الفم يجلب أمراض الحلق واللوزتين وما شاكل.
الرياضة التنفسية
قلنا إن حسن الصوت يتعلق بحسن التنفس، فكلما كان استيعاب الهواء قويا كان الصوت عظيما ثابتا، ولهذا كان من اللازم رياضة التنفس والتمرين عليه لحفظ الصوت وإنمائه.
هذا التمرين على أربعة وجوه:
التمرين الأول
اضطجع على ظهرك وجسمك عار أو مغطى برداء بسيط حر من كل رباط يضايق حركاته.
ثم تنفس من أنفك تنفسا بطيئا عميقا غير منقطع؛ فتحس أضلاعك تتمدد، وبطنك ينتفخ والصدر ينفتح إلى الأمام، أما الترقوتان فتظلان ثابتتين لا تتحركان من موضعهما، وبعد أن تستوعب الهواء توقف ثلاث ثوان، ثم اطرد الهواء بسرعة فاتحا فمك.
هذا التمرين يوسع الصدر، ومتى تعود عليه المرء أمكنه القيام به وهو جالس على كرسي، ثم فيما بعد وهو قائم.
التمرين الثاني
يؤخذ به بعد إتقان الأول وهو على عكسه تماما، أي أن تستوعب الهواء بسرعة وتطرده ببطء ونظام فاتحا فمك، وهو أصعب مطلبا؛ لأن إخراج الهواء ببطء يقتضي عناية وجهدا، ولكي يقف المتمرن على درجة تقدمه في هذه الرياضة يمكنه أن يضع إزاء فمه ريشة خفيفة معلقة بخيط أو شمعة مضيئة، فيعرف مقدرته على إيقاف زفيره من تحرك الريشة أو لهيب الشمعة.
Неизвестная страница