فدبوا إليهم بالصوارم والقنا
وكل حسام محدث العهد بالصقل
ولا تجزعوا للحرب قومي فإنها
تقوم بأقوام كرام على رجل
فيهلك فيها كل وغل مواكل
ويسلم فيها ذو الجلادة والفضل
الخطيب والخطباء
1
قلنا فيما مر إن المطالعة لازمة للخطيب لتوسيع دائرة ثقافته، ونزيد الآن أن هذه المطالعة يجب أن يكون أكثرها في كتب الخطباء السابقين والمعاصرين، وعلى الخطيب أن يسمع ويرى كيف يخطب سواه سواء أكان من أشياعه أم أضداده، ثم يشرح لنفسه ويحلل ما سمع محاولا أن يدرك السبب الذي من أجله نال هذا الخطاب استحسانا أو استهجانا، وما لذلك من صلة بالبيئة أو الرجل أو الخطاب عينه من حيث المعنى أو التركيب أو الأسلوب أو الأداء، وما فيه من إسهاب أو اقتضاب وهزل أو جد، وغير ذلك مما يدخل تحت هذه المعاني أو يشترك فيها.
إن للخطيب ولا سيما النائب والمحامي أضدادا ومنافسين، والأضداد هم بين الجمهور وليس من الصعب أن يتغلب عليهم بالإقناع، أما المنافسون فمن العبث أن يحلم بإقناعهم وقد قال أحد نواب الفرنسيس: «أتى علي أربعون عاما وأنا أسمع الخطباء فوجدت منهم من غير وجهة تصويتي، ولكن لم أجد من غير رأيي.» ويمكننا قلب الجملة وعكس الآية دون أن نسيء إلى الحقيقة، فإن من الخطب أيضا ما يغير الرأي ولا يغير التصويت.
Неизвестная страница