Театр теней
خيال الظل واللعب والتماثيل المصورة عند العرب
Жанры
تماثيل من الحلوى
كان من عادة الفاطميين في مصر الإكثار من عمل الحلوى في الأسمطة على هيئة تماثيل، ذكر ناصر خسرو في رحلته «سفر نامه» لمناسبة المواسم والأعياد واتخاذها على أشكال شتى، أنه لما توصل إلى دخول الإيوان المقام به سماط عيد الفطر بمصر سنة 440ه، شاهد عليه تمثال شجرة من السكر تشبه شجر الأترج بأغصانها وأوراقها وثمارها.
وفي «خطط المقريزي» في ذكر سماط عيد الفطر، نقلا عن «التاريخ الكبير» للمسبحي، ما نصه: وفي آخر يوم منه - يعني شهر رمضان سنة ثمانين وثلاثمئة - حمل يانس الصقلبي، صاحب الشرطة السفلى، السماط وقصور السكر والتماثيل وأطباقا فيها تماثيل حلوى، وحمل أيضا علي بن سعد المحتسب القصور وتماثيل السكر.
وفي «طبقات الشافعية» للسبكي في ترجمة أبي علي الروذباري المتوفى سنة اثنين أو ثلاث وعشرين وثلاثمئة، وكان من أئمة الصوفية، أنه اشترى مرة أحمالا من السكر الأبيض، ودعا جماعة من صناع الحلوى فعملوا له من السكر جدارا عليه شرفات ومحاريب على أعمدة، ونقشوها كلها من سكر، ثم دعا الصوفية فهدموها وكسروها وانتهبوها.
وقال ابن جبير في رحلته في وصف أسواق مكة: «وأما الحلوى فتصنع منها أنواع غريبة من العسل والسكر المعقود على صفات شتى، يصنعون بها حكايات جميع الفواكه الرطبة واليابسة. وفي الأشهر الثلاثة رجب وشعبان ورمضان، تتصل منها أسمطة بين الصفا والمروة، ولم يشاهد أحد أكمل منظرا منها لا بمصر ولا بسواها، قد صورت منها تصاوير إنسانية وفاكهية، وجليت في منصات كأنها العرائس، ونضدت بسائر أنواعها المنضدة الملونة، فتلوح كأنها الأزاهر حسنا، فتقيد الأبصار وتستنزل الدرهم والدينار.»
سمك يسبح في عسل
وقال المتنبي، وقد أهدى إليه بعضهم تماثيل سمك من سكر ولوز تسبح في لجة عسل:
أهلا وسهلا بما بعثت به
إيها أبا قاسم وبالرسل
هدية ما رأيت مهديها
Неизвестная страница