وفوق ذلك لا ينبغي نسيان تغير الصورة هذا الذي يغير الشيء ولو أنه يبقى في الحيز عينه، تغير يسميه فلاسفة آخرون وميليسوس نفسه الاستحالة، وإذن لا شيء مما قال يدفع أن هذا النوع من الحركة يوجد في الأشياء حينما تمر من الأبيض إلى الأسود أو من المر إلى الحلو؛ لأنه ليكن الخلو غير موجود وليكن المليء لا يمكن أن يقبل شيئا؛ فذلك لا يمنع الاستحالة أن تكون ممكنة.
40
وبالتبع فلا ضرورة لأن كلا يكون أزليا وأن كلا يكون واحدا، أو لأن «الكل» يكون لامتناهيا. ولا ضرورة أيضا لأن يوجد عدة لامتناهيات ولا وحدة متماثلة في كل مكان ولا وحدة غير متحركة، سواء مع ذلك وجدت الوحدة أو الكثرة.
41
ومتى سلم هذا لا يرى شيء في نظريات ميليسوس يدفع أن الموجودات تتغير ترتيبا وكيفا ما دامت الحركة هي هكذا في الوحدة التي تختلف حينئذ بالأكثر وبالأقل والتي تستحيل بطرائق شتى بدون أن ينضم إليها شيء أو إذا انضم إليها شيء فبدون أن يكون هذا الشيء جسما، وإذا كانت عدة أشياء هي التي تنضم فبدون ألا تزيد على أن تمتزج بعضها ببعض وتنفصل على التكافؤ.
42
ولكن الاختلاط ليس فيما يظهر هو الجمع أو التركيب اللذين يتكلم عنهما ميليسوس واللذين بدونهما ربما تنعزل الأشياء في الحال، بل بدونهما لا تظهر الأشياء باستغلالها التام إلا بعد أن يباعد بين بعضها وبين البعض الآخر؛ إذ هي تتحاجب، في حين أنه يلزم لوجود اختلاط حقيقي أن كل أجزاء الشيء المختلط تكون بحيث لا يمكن حل تركيبها بعد، لكن بشرط أن كل واحد من الأجزاء المخلوطة يكون على وفاق تام مع مجموع الخليط؛ لأنه بما أنه لا يوجد جواهر فردة فينتج من ذلك أن كل جزء هو مختلط مع كل جزء كيفما اتفق مشابه مطلقا للكل.
43 (2) مذاهب إكسينوفان
الباب الثالث
44
Неизвестная страница