والقادر: من يصح منه الفعل مع سلامة الأحوال سواء كان يصح من الفعل لذاته كالباري تعالى أو لأجل القدرة المخلوقة فيه كما في غيره من القادرين، [ وكنت ] حال الولادة طفلا [ صغيرا، ثم صرت كبيرا، ولم أكن عاقلا، ثم صرت عاقلا ].
والعاقل: هو من حصلت له علوم العقل العشرة، والعقل في أصل اللغة مأخوذ من عقال البعير لما كان يمنعه الذهاب فشبه به العقل لما كان يمنع صاحبه الذهاب في المهالك، وهو ارتكاب القبائح وترك الواجبات، واختلف في العقل فعند أهل الإسلام ما عدا المطرفية: أنه عرض في القلب، وعند المطرفية: أنه نفس القلب، وعند الفلاسفة: أنه جوهر بسيط في الدماغ، وعند الطبائعة: أنه طبيعة مخصوصة، والحجة لنا على أنه عرض، أنه يزول عند النوم ونحوه ويعود عند اليقظة، فلو كان القلب أو جوهرا لما زال ثم عاد، وأما أن محله القلب فلا دلالة على محله إلا السمع وقد قال تعالى: { لهم قلوب لا يعقلون بها {، وفي آية: { لهم قلوب يعقلون بها} [الحج:46]، ففيها دلالة على أن العقل غير القلب وإنما هو عرض في القلب، لأنه لما نفى الإعقال عنه تارة وأثبته أخرى دل على أنه غيره قائم به، فليس إلا عرض فيه، واحتجاج المطرفية بقوله تعالى: {لمن كان له قلب{ باطل، لأن معنى الآية قلب يعقل به كما يقال: هذا ظاهر لمن له عين - أي عين يبصر بها -.
وعلوم العقل العشرة:
أولها: العلم بحال نفس الإنسان من كونه ابن فلان وبيته في المحل الفلاني،ومن كونه جائعا وشابعا وماذا فعل في ما لم يتقادم عهده وما يريد من الأفعال المستقبل لها ؟
وثانيها: العلم بالمشاهدات هذا رجل وهذا فرس وهذا كذا وهذا كذا.
وثالثها: العلم بالبديهيات من كون العشرة أكثر من الخمسة، والكل أكثر من الجزء،والآمر فوق المأمور ونحو ذلك.
Страница 57