Кашиф Амин
الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين
Жанры
وانعقد الإجماع أيضا: أن الله تعالى لا إله إلا هو وحده لا شريك له في الإلهية، وهذه المعاني إن كانت قديمة كانت واجبة الوجود لذاتها فتكون آلهة، لأنها قد شاركته تعالى في الوصف الذي لأجله فارق به جميع المخلوقات وهو أنه قديم واجب الوجود لذاته وهو أخص أوصافه تعالى، فإذا فرض شيء شاركه فيه وجب أن يشاركه في سائر أو صافه تعالى من كونه قادرا على كل المقدورات عالما بكل المعلومات حيا دائما لم يزل ولا يزول، لأنه إنما ثبت له تعالى ذلك لكونه قديما، والاشتراك في القدم الذي هو أخص أو صافه يوجب الاشتراك في سائر صفات الذات، ألا ترى أن أخص أوصاف الإنسان كونه ناطقا فكلما شاركه في كونه ناطقا شاركه في كونه إنسانا وحيوانا ويقدر ويعلم ويأكل ويشرب، وكذلك الفرس أخص أوصافه كونه صاهلا فكلما شاركه في كونه صاهلا شاركه في كونه فرسا يمشي على أربع ويصلح للركوب لمطاردة العدو ويأكل ويشرب ونحو ذلك من أوصافه، فلو فرضنا شيئا مشاركا لله تعالى في القدم الذي هو أخص أوصافه تعالى لوجب أن يشاركه تعالى في سائر صفات ذاته التي تثبت له تعالى لأجل قدمه من كونه قادرا على كل شيء وعالما بكل شيء وحيا دائما لم يزل ولا يزول، فتكون تلك المعاني حينئذ آلهة مع الله، تعالى الله عن ذلك.
Страница 206