============================================================
هرون من موسى" تعريفا لهم أنه لا يدل كل نبي إلا على وصي له، فعلي له كما كان هرون لموسى. وما نهاكم عنه فانتهوا} يعني من لم يأمركم بطاعته وباتباعه فلا تتبعوه، فإن ذلك ضلال عن سبيل الله وفي ذلك قوله { ولا تتبعوا السبل} اختلاف الأهواء ينسيكم أمر الله إلى اختيار الناس عن وصية الرسول، والوصية سبيل الله وسنته في دينه، وسنة آنبيائه وقوله: { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة (1) لمن كان يرجو آلله وأليوم الآخر} يعني لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة حيث أشار إلى علي واتمنه على أمره وارتضاه لوصيته وجعله منه بمنزلة الأوصياء من الأتبياء، ولم يجعلوا عليا في المنزلة التي جعله الله ورسوله صلى الله عليه إماما { لمن كان يرجو الله واليوم الآخر يعني لمن كان يرجو الله والمهدي من ولد علي الذي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وهو اليوم الآخر، آخر الأئمة والنطقاء صلى الله عليه وعليهم أجمعين وقال سبحانه إن الله يأمر(2) بألعدل وألاحسان وايتاء ذي القربى وينهى الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} يعني أن الله يأمر بالعدل وهو اتباع سنته في الرسل والوصي والأئمة التي عدل بها بين عباده أولهم وآخرهم فجعل في كل أمة وقوم رسولا وإماما اختاره لهم فأقام لجميعهم الأثمة، كما فرض على جميعهم العبادة عدلأ منه بين عباده وهو العدل الذي يأمر به، والاحسان قصد هذه السبيل والعمل الصالح عليها، ففي ذلك قوله فمنهم محسين(3) وظالم لنفسيه) مبين فالظالم لنفسه الذي اتبع غير أئمة الحق، والمحسن التابع للأئمة الذين ارتضاهم الناس وأخذ بيد علي فأقامه إلى جانبه وقال : " أيها الناس، اعلموا أن عليا مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، وهو وليكم بعدي"
Страница 141