وروى أبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم الأصبهاني -بسنديهما- عن علي بن أبي طالب ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (الإسلام ثمانية أسهم، الإسلام سهم، والصلاة سهم، والزكاة سهم، والحج سهم، والجهاد سهم، وصوم رمضان سهم، والأمر بالمعروف سهم، والنهي عن المنكر سهم، وقد خاب من لا سهم له).
ورواه أبو بكر البزار من حديث حذيفة بن اليمان مرفوعًا.
ولفظه: الإسلام ثمانية أسهم الإسلام سهم، والزكاة سهم، وحج البيت سهم، والصيام سهم، والصلاة سهم، والأمر بالمعروف سهم، والنهي عن المنكر سهم، والجهاد في سبيل الله سهم، وقد خاب من لا سهم له).
ورواه البيهقي مرفوعًا وموقوفًا.
قال الدارقطني: وهو الأصح.
فدل هذا الحديث: على أن من لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر خارج من صفة المؤمنين، كما أن من لم يقم الصلاة ويؤت الزكاة خارج عن صفة المؤمنين، فوجب على المؤمنين -حينئذٍ- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما وجب عليهم إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة. والله أعلم.
وفي صحيح أبي عبد الله الحاكم، وغيره من حديث أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: (الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم، وتحج، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتسليمك على أهلك، فمن انتقص شيئًا منهم فهو سهم من الإسلام يدعه، ومن تركهن فقد ولى الإسلام ظهره).
وروى الطبراني -في الكبير بسنده- عن علقمة بن سعد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن جده قال: خطب رسول الله ﷺ ذات يوم، فأثنى على طوائف من المسلمين خيرًا، ثم قال: (ما بال أقوام لا يفقهون جيرانهم ولا يعلمونهم ولا يعطونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم؟ وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتعظون والله ليعلمن قوم جيرانهم ويفقهونهم ويعظونهم ويأمرونهم وينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفقهون