وعندئذ تذكر ويل ما قاله عنها جو ألديهايد وهو أنها «متأثرة بالروحانيات إلى أبعد الحدود». ولا شك في معرفة هذا الرجل الذي تردد على جلسات استحضار الأرواح طوال حياته.
فقال: أعتقد يا سيدتي أنك روحانية بالطبيعة.
واعترفت بذلك قائلة: منذ ميلادي. ولكن كذلك وفوق ذلك بالتدريب. ولست بحاجة إلى أن أقول التدريب على شيء آخر. مؤكدة هذه العبارة الأخيرة. - شيء آخر؟ - على حياة الروح، والمرء كلما سار شوطا على الطريق فإن كل المواهب الروحية وكل القوى المعجزة تتطور تلقائيا. - أصحيح هذا؟
وأكد له موروجان فخورا: إن أمي تستطيع أن تقوم بما لا يتصور العقل.
وقالت بالفرنسية: لا تبالغ يا حبيبي.
وأصر موروجان على ما ذكر وقال: ولكنها الحقيقة.
وأضاف السفير: إنها حقيقة أستطيع أن أؤكدها. ثم أردف قائلا وهو يبتسم مخاطرا: أؤكدها على مضض مني. ولقد كنت طوال حياتي من المتشككين في هذه الأمور، ولم أكن أحب أن أرى المستحيل يتحقق. ولكني لسوء الحظ أميل إلى الصدق. فإذا حدث المستحيل فعلا أمام عيني فأنا مضطر على الرغم مني (بالفرنسية) أن أكون شاهدا على ما وقع. إن سموها تقوم فعلا بأمور لا يتصورها العقل.
وتهللت الراني بالسرور وقالت: حسنا، ما دمت تريد أن تعبر بهذه الصورة. ولكن لا تنس شيئا أبدا يا باهو. إن المعجزات ليست لها البتة أية أهمية، وإنما المهم هو «الشيء الآخر»؛ الشيء الآخر الذي يبلغه المرء في نهاية «الطريق».
وبالتحديد قال موروجان: بعد «المرحلة الرابعة» يا أمي ...
ورفعت الراني إصبعا إلى شفتيها وقالت: هذه أشياء لا يتحدث فيها المرء يا حبيبي.
Неизвестная страница