قالت راني: «معجزة» هي الكلمة التي استخدمتها عندما سمعت نبأ نجاتك. لقد كانت حقا معجزة.
وروى ويل مرة أخرى النص الذي ورد في كتاب «الأرض المجهولة»
5
وهو «من حسن الحظ أن العناية الإلهية كانت إلى جانبي».
وبدأ مستر باهو يضحك. ولما لحظ أن الراني قطعا لم تدرك المغزى، غير رأيه. وفي براعة زائدة حول صوت المرح إلى سعال مسموع.
وقالت الراني: ما أصدق هذا القول! في صوت قوي رنان يتذبذب بدرجة تثير الحس، وواصلت حديثها قائلة: إن العناية الإلهية دائما في جانبنا. ورفع ويل حاجبه متسائلا، فأضافت قولها: أقصد في أعين أولئك الذين يفهمون حقا. مؤكدة لفظتي «يفهمون» و«حقا». ويصدق هذا الكلام حتى وإن بدت كل الأمور متآمرة ضدنا، وبالفرنسية قالت: حتى عند الكوارث. واستطردت قائلة: أنت تفهم الفرنسية طبعا يا مستر فارنبي؟ وأومأ ويل بالإيجاب. وواصلت حديثها: الفرنسية كثيرا ما تواتيني أيسر من لغتي القومية، أو الإنجليزية، أو لغة أهل بالا. وبعدما قضيت عدة سنوات في سويسرة في المدرسة أولا ثم بعد ذلك عندما تدهورت صحة ولدي (وهنا ربتت على ذراع موروجان العارية) واضطررنا إلى العيش في الجبال؛ ويوضح ذلك ما ذكرت من أن العناية الإلهية كانت دائما في جانبنا، قالوا لي إن ولدي الصغير على حافة الإصابة بالسل فنسيت كل ما تعلمت، وطار صوابي خوفا وذعرا، وغضبت من ربي لأنه رضي بهذا الذي حدث. ولكن ما كان أشد عماي! فلقد شفي ولدي. وكانت تلك السنوات التي قضيناها وسط الثلوج الدائمة أسعد أيام حياتنا. أليس كذلك يا حبيبي؟
ووافقها الصبي بقوله: نعم، كانت أسعد أيام حياتنا. بنغمة تنم عن الإخلاص التام.
وابتسمت الراني بشعور الانتصار، ولوت شفتيها الحمراوين، وبصوت خافت فرجتهما لترسل عن بعد قبلة، وواصلت حديثها قائلة: فأنت ترى يا عزيزي فارنبي - والأمر يفصح عن نفسه حقا - أن شيئا لا يحدث مصادفة، هناك خطة كبرى، تتفرع منها خطط عديدة صغرى. هناك خطة صغرى لكل واحد منا.
وفي أدب جم قال ويل: هذا صحيح.
وواصلت الراني حديثها قائلة: لقد انقضى زمن كنت أدرك فيه ذلك بعقلي. أما الآن فأنا أدركه بقلبي، أنا حقا ... وهنا توقفت لحظة لتتأهب لنطق الكلمة الصوفية التالية مؤكدة لها، وهي ... أفهم.
Неизвестная страница