وأومأ الدكتور روبرت برأسه إيجابا وقال: إن قادتهم يعطونه لهم قبل أن يتركوا كوخ جمعية المتسلقين، ثم يأتون إلى المعبد، ويفعل العقار فعله أثناء الصلاة. ثم أضاف: وبهذه المناسبة أقول لك إن الصلاة بالسنسيكريتية؛ ولذلك فلن تفهم منها كلمة واحدة. أما فيجايا فسوف يخطب بالإنجليزية؛ وهو يتكلم بوصفه رئيس جمعية المتسلقين، وكذلك سوف أتحدث أنا بالإنجليزية، وبطبيعة الحال سوف يتكلم الشباب كذلك في أغلب الأحيان بالإنجليزية.
المعبد من الداخل رطب مظلم ظلام الكهوف. لا يخفف من عتمته إلا خيط رفيع من ضوء النهار يتسلل من خلال نافذتين مشبكتين، وسبعة مصابيح تتدلى، كأنها هالة من النجوم الصفراء المتلألئة، من فوق رأس التمثال الذي يعتلي المذبح. والتمثال لشيفا، وهو من النحاس ولا يزيد ارتفاعه عن طول الطفل. وحول التمثال هالة مشتعلة من المجد. وهو يشير بأربع أذرع، وشعره المضفور يتطاير بشدة، وقدمه اليمنى تدوس فوق تمثال قزم مقيت أشد ما يكون كآبة، وقدمه اليسرى مرفوعة برشاقة؛ بهذه الصورة يقف التمثال جامدا منتشيا. وقد جلس فوق الأرض نحو عشرين فردا من البنين والبنات ومعهم الشبان الستة الذين كانوا يرشدونهم أثناء التسلق ويصدرون إليهم التعليمات، وكلهم يضع ساقا فوق ساق. ولم يكن الصغار في ملابس التسلق، بل ينتعلون الصنادل، عراة الصدور، يرتدون سراويل قصيرة زاهية الألوان. ويعلو هذه المجموعة، فوق أعلى درجة من درجات المذبح، شوهد كاهن عجوز، حليق الرأس والوجه، يرتدي عباءة صفراء، ويرتل كلاما رنانا غير مفهوم. وقد سار الدكتور روبرت على أطراف أصابع قدميه متجها نحو المكان الذي كان يجلس فيه فيجايا وموروجان وجلس القرفصاء إلى جوارهما، تاركا ويل مستندا إلى قاعدة مريحة.
كان الكاهن يدمدم دمدمة رائعة بالسنسيكريتية أولا، ثم أخذ بعد ذلك ينشد وهو يخنف بأنفه، وراح بعد النشيد يجأر بابتهالات كهنوتية يرددها بعده المصلون.
وأحرق البخور في آنية من النحاس الأصفر، ثم رفع الكاهن العجوز يديه ليصمت الحاضرون، وعندئذ صعد خيط من دخان البخور الرمادي في خط مستقيم متجها نحو الإله في غضون فترة طويلة حافلة بالتأمل يسودها الصمت المطلق. وعندما التقى الدخان بتيار الهواء المندفع من النافذتين انتشر على شكل سحابة غير مرئية تملأ ظلام المكان بعبق عجيب من عالم آخر، وفتح ويل عينيه ورأى أن موروجان وحده من جميع المصلين يتململ في حالة من القلق، يتحرك حركات عصبية وتبدو على قسمات وجهه علامات الاستنكار وفقدان الصبر. إنه لم يقم قط بالتسلق؛ ولذلك فالتسلق في نظره سخف. وقد رفض أن يتعاطى عقار الموكشا؛ ولذلك فأولئك الذين يتعاطونه يتجاوزون حدود العقل. وكانت أمه تعتقد في الأسياد الصاعدين إلى السماء وتخاطب كوت هومي بانتظام، وإذن فتمثال شيفا وثن مبتذل. وكان الصبي في عين ويل كالممثل الصامت الذي يعبر بالإشارة، ولكن أحدا لم يعر أدنى التفاتة إلى سلوك موروجان لسوء حظه.
وشق الكاهن العجوز السكون الذي طال وقال: شيفاياناما، شيفاياناما. وأشار بيده، فنهضت من مكانها تلك الفتاة الطويلة التي كان ويل قد رآها وهي تهبط من التل المرتفع وصعدت درجات المذبح، ووقفت على أطراف أصابع قدميها وجسدها يلمع وكأنها تمثال نحاسي آخر في ضوء المصابيح، وعلقت باقة من زهور فاتحة صفراء في أعلى ذراعي شيفا اليسريين، ثم ضمت راحتيها وتطلعت إلى وجه الإله الباسم الهادئ، وبدأت تتكلم بصوت متهدج في أول الأمر، ولكنه أخذ يثبت ويستقيم تدريجيا:
أيها الخالق، أيها المدمر،
يا من تطيل العمر كما تنهي الحياة،
يا من ترقص في ضوء الشمس بين الطيور،
ومع الأطفال وهم يلعبون،
ويا من ترقص في ظلمة الليل،
Неизвестная страница