Египетская армия в русской войне, известной как Крымская война
الجيش المصري في الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم
Жанры
وقد امتد الخط من طابية العرب منحدرا نحو نهر الدانوب إلى واد فيه بقايا شنيعة بادية للعيان، ثم يصعد الخط حتى يبلغ الجهة المقابلة منخفضا بعد ذلك إلى واد آخر فيه آثار معسكر كبير أنشئت لحمايته استحكامات بين كل واحد وآخر ربع ميل، وكثير منها يسع ستة مدافع أو سبعة أو ثمانية، وجميعها كانت تواجه ناحية واحدة؛ أي: تجاه المصريين مما دل على أن الغرض كان مهاجمة المدينة، وحفظ خط الرجعة في حال قدوم قوة كبيرة لإنقاذ الأتراك والمصريين، وأكبر الاستحكامات من هذا النوع كانت على بعد سبعة أميال، وكان في نهاية الخط حصن كبير يواجه جميع الجهات.
وقد اتبع هذا الأسلوب في حماية ثلاثة أودية منحدرة نحو نهر الدانوب، ومد الروس إزاء الوادي الأول جسرهم الأول مارا فوق الجزائر ومتصلا بالجانب المقابل، أما الجسر الثاني فقد كان على بعد خمسة أميال إلى جهة المصب وفوق هذين الجسرين تقهقر العدو خفية بحيلة فأطلق وابلا متواصلا من النيران واسع النطاق جسيم المقدار، وانتهى قذف هذه القنابل فقط في الساعة الثالثة من صباح اليوم الثاني والعشرين من الشهر الماضي، ففي تلك الساعة علم يقينا أن المسالك القريبة من طابية العرب قد انكفأ العدو عنها وهجرها.
واكتشف تحت الاستحكام لغم ذو ثلاث شعب ممتدة إلى النقطة المركزية فيه، وقد نفذ العدو إلى (طابية أيلانلي) بواسطة خطي نار عظيمي الطول كثيري الالتواءات، ولكن النشاط الذي هاجم به الروس هذه الطابية كان أقل كثيرا مما بدا منهم في هجومهم على (طابية العرب)؛ ذلك لأن الموقع الجانبي (لطابية أيلانلي) كان في صالح المدافعين عنها أكثر كثيرا من موقع الطابية الأولى، وكان ما لحقها من أذى الروس أقل كثيرا جدا من الأضرار التي انهالت على طابية العرب، وفي طابية أيلانلي أصيب اليوزباشي بتلر بجرحه المميت، وقد كانت الأماكن التي عسكر فيها الروس مخططة برسوم مسافات خيمهم المربعة، ووجود كثير من عظام لحم البقر والضأن دليل على كثرة الطعام مهما قيل غير ذلك، ولكن روائح منتنة كريهة كانت تتصاعد من جميع هذه المعسكرات ومن الاستحكامات وخط النار، وقد يكون هذا علة ما انتشر من كثرة المرض في الجيش الروسي؛ فقد قيل: إن نحو 30000 جندي دخلوا المستشفى.
وقد عدت إلى سلستره بجانب النهر وتمكنت من فحص عدد البطاريات الجسيم الذي أحاط بأطراف الجزيرة الواقعة مباشرة في مواجهة الساحل، ثم دخلت المدينة ثانية وأنا في ذهول ودهش لجسامة ما رأيته من التحصينات الروسية، وتفكير في الخزي الذي لا بد أن ينزل بجيش القصر؛ فقد كد كدا هائلا وأنفق جهودا عظيمة جدا وما جنى مما بذل إلا قليلا، أما الخسائر فالأرقام الرسمية عند الأتراك والمصريين تحددها في سلستره بمقدار 2200 من النظاميين نصفهم قتلى والباقي جرحى، وقد بلغت نحو ألف من العساكر غير النظاميين، أما عند الروس فيقال: إنها أثناء الخمسة والأربعين يوما؛ أي: أمد الحصار لم تقل عن 7000 بين قتيل وجريح منهم اثنان من القواد.
وقد عاد عمر باشا من سلستره في اليوم الأول من الشهر الجاري، وسافر إلى وارنه في اليوم الثالث منه للاجتماع بلورد رجلان
Lord Raglan
والجنرال سنت أرنو
General St. Arnaud
قائدي الجيشين الإنكليزي والفرنسي للبحث والتشاور معا. ا.ه.
وها هو ما قاله أيضا جيل لادمير
Неизвестная страница