Египетская армия в русской войне, известной как Крымская война
الجيش المصري في الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم
Жанры
أما الملازم (ناسميث) فحظه أحسن وهو الآن في شملا، وقد منح الوسام المجيدي، وكذلك وسام ليجيون دي نير، وكتب اليه (لورد رجلان) قائد الجيش الإنكليزي كتابا عبر فيه رسميا عن شكر الجيش الإنكليزي له على ما أبداه من ضروب الشهامة، ويجدر بي هنا أن أنوه باسم الملازم (بلرد
Ballard ) من فرقة المهندسين البنغالية، ومع أنه لم يقم في سلستره طويلا فإن الأعمال التي قام بها ضد العدو في الخمسة عشر يوما الأخيرة من أيام الحصار كانت مفيدة وذات نتائج؛ فنأمل ألا يحرم من المكافأة.
وقد أمضت جماعتنا اليوم السابع والعشرين بأكمله في زيارة (حصن طابية العرب) وحصن (أيلاني)،
7
وكان المنظر مما يبعث على الدهشة إلى أقصى حد، وكان الطريق إلى حصن (طابية العرب) يدور حول الرابية حتى يبلغ ذروتها حيث بنيت الطابية، وأدل أمارة دلت على اقترابنا منها كان ذلك العدد من المغارات التي ثقبت في جانب الرابية، وهذه المغارات تسع بضع مئات من الرجال وفيها عسكرت أو بعبارة أصح اختبأت القوة الاحتياطية التي كانت تدافع عن الطابية، وقد ارتاب الروس في مكان لا يبعد كثيرا عن هذه المغارات، وظنوا أن تلك القوة الاحتياطية مختبئة فيه فرموه بآلاف من القنابل انفجرت دون أن تحدث ضررا بأحد، ولذلك غرس المصريون عصيا قصيرة لتعيين هذا المكان.
وقد نقل المصريون أثناء الحصار من بقعة إلى يمين هذه البقعة المحبوبة ما لا يقل عن ألفي قنبلة لم تنفجر، ومن هذا يمكن أن يتصور الإنسان شدة السعير الذي أصلاه الروس حامية سلستره مدة بضعة أسابيع، فقد كان أشد حرارة من لهيب المناطق الحارة.
ولما وصلنا إلى قمة الرابية دخلنا إلى (حصن طابية العرب) ولا يزال أحد أركانها كاملا، أما باقي الطابية فقد تحول إلى طائفة من الأكوام والأودية لا شكل لها ولا نظام، وقد أبانت ثلاث حفائر سرت تجاويفها في جسم الطابية المكان الذي انفجرت فيه الألغام الروسية، وأما الحاجز فلم يكد الانفجار يحدث حتى ارتفع ثانية فوق الحافات المعوجة من هذه الحفائر، فكانت العساكر تلقي بنفسها على الأرض بحذر، ثم تأخذ في رفع الأتربة من الداخل، وقد عرضت حركة رفع الأتربة هذه أقراص طرابيش الجنود إلى الظهور أحيانا فصوب الرماة الروس بنادقهم نحو هذا الهدف وأصابوا فيه مقتلا، وهكذا قتل كثيرون برصاصات اخترقت المخ، والعجيب في هذا الأمر أن العدو اعتمد في هذه الأحوال على البنادق، ولم يستخدم مدافعه بطريقة فعالة تكفي لمنع ساتر الحصن من الارتفاع ثانية أمام عينيه وقت اضطرام النيران.
وبالرغم من هذه الظروف أتت ساعة صار فيها المكان جحيما لا يمكن البقاء فيه، فاستلقى المصريون عند حضيض الساتر - الذي سترهم عن أعين الروس - واختبئوا في مخابئ التراب، ولكن تمكن اليقين آخر الأمر إن الألغام تسربت في الاستحكام كله، وعلى كل حال فإن المصريين كانوا إذا تخلوا عن بعض الحصن المطل جهة نهر الدانوب ارتدوا إلى تحصين أقاموه خلف القديم، فإذا ظهر أن الجديد أيضا مهدد بالخطر شيدوا ثالثا أكثر صلاحية وأقوى على احتمال النوازل ومقاومة العواصف من كلا السالفين؛ وهكذا دواليك.
ومن السهل أن ندرك أن روحا كهذا لا يفرط في شبر واحد من الأرض، بل يثبت ويقاوم للاحتفاظ بهذا الشبر، وقد وجد الروس أنهم كلما هدموا تحصينا وصيروه ترابا حل محله تحصين آخر لا مفر لهم من العمل من جديد لتحطيمه هو أيضا، ودكه دكا كأنهم ما هدموا بناء ولا أتلفوا سلاحا، والمصريون لم تعجزهم لذعات العدو وكأنهم ما خسروا أرضا ولا فقدا قوة، ولا بد أن هذا كان مما ثبط همة الروس أشد تثبيطا، أما الثغرات التي كانت في التحصين الأول والثاني فليست موجودة، ولم يبق أي أثر لها، وإنما الموجود نحو مئتي قبر على صف واحد دفن فيها الموتى في الحال، وقد كانت اللحظة التي يسقط فيها المحارب قتيلا هي نفس اللحظة التي يوارونه فيها التراب، ولم يجدوا وقتا للاحتفال بدفن الموتى؛ ولذلك لم يحتفل بجنازة أحد.
وعلى بعد عشر ياردات من الساتر المعوج المهدم دخلنا من رأس الخندق إلى خط النار الروسي، وتتبعنا في سيرنا جميع تعرجاته العديدة وشعبه الكثيرة فقطعنا بذلك أميالا، وأقرب البطاريات كانت على بعد 50 ياردة، وأقصاها كان على مسافة 300 ياردة.
Неизвестная страница