Мировая литературная премия, например, Нобелевская премия
جوائز الأدب العالمية: مثل من جائزة نوبل
Жанры
فإن برناردشو قد تطوع بالحملة الشعواء على السياسة البريطانية بعد فاجعة دنشواي، وألف في موضوعها كتابه بعنوان: «جزيرة جون بول الأخرى» مقدما له بتلك الفصول المسهبة، التي أثبت فيها شناعة الحكم، وبطلان التهم المنسوبة إلى الفلاحين، وضمنها من التحقيقات الطبية والشواهد العيانية ما لا يحتمل المغالطة والتمويه، ولم يمض شهور على ظهور هذا الكتاب حتى وجدت الدولة البريطانية نفسها مضطرة إلى إعلان توبتها في العالم عن هذه الخطيئة المنكرة، فعزلت لورد كرومر معتمدها المسئول عنها، وحاولت بعد عزله أن تنهج لسياستها نهجا جديدا للتقرب من أبناء هذه البلاد.
يقارن هذا بمسلك أناطول فرانس في دور من أدوار القضية المصرية، فإنه سئل أن يقدم كتابا باللغة الفرنسية نشره الوفد المصري في أثناء اجتماع مؤتمر الصلح بباريس، وأراد أن يستفيد من شهرة الكاتب الكبير في لفت أنظار المؤتمرين إليه، فكتب مقدمته في صفحتين صغيرتين، وتقاضى عن هاتين الصفحتين ألف جنيه، سلمت إليه قبل كتابة المقدمة بأيام!
فالغرابة في قصة برناردشو مع الجائزة تنقلب إلى استغراب لعمل اللجنة نفسها، بعد بيان الحقيقة.
وقد كان هذا التأخير غريبا في نظر الناس، ولم يكن غريبا في نظر برناردشو إلى نفسه، وقد نفسر نحن هذه الغرابة بتفسير واحد لا نعرف لها تفسيرا أقرب منه إلى القبول: وهو زعامة شو للثورة الاشتراكية في البلاد الإنجليزية، فإن اللجنة السويدية - وهي تمثل معهدا من معاهد رأس المال - لم تعترف قط بحق الجائزة لصاحب دعوة اشتراكية، ولم تعدل عن هذا الموقف إلا في الزمن الأخير، بعد سريان الدعوة الاشتراكية إلى بلادها، اعتصاما بها من خطر الانقلاب الماركسي الذي اقترب منها، ولولا ذلك لما تغير موقفها من تقدير برناردشو وتقدير الثورة الفابية التي كان من زعمائها.
إلا أن غرائب برناردشو تتراءى على أطرفها وأظرفها عند النظر إلى مقاييسه هو في تقدير نفسه، وتقدير أدبه بموازين الآداب العالمية: قديمها وحديثها.
تقدم أنه كان من زعماء الدعوة الاشتراكية في البلاد الإنجليزية، وتلك هي الدعوة التي انتهت بقيام حزب العمال ووصوله إلى الاستقلال بالوزارة بعد الحرب العالمية الأولى.
فلما أراد رئيس الوزارة أن يعلن اعترافه بفضل برناردشو على الحزب، وعلى وزارته، كاشفه بعزمه على كتابة اسمه في قائمة الشرف، أو قائمة الرتب والنياشين، وسأله أن يختار الرتبة التي يرتضيها لنفسه أول هذه الرتب - وهي رتبة الفارس التي يلقب حاملها بلقب سير - كما هي العادة في نظام التدرج بهذه الألقاب.
ولكن صاحبه لم يلبث أن سأله: هل في وسعك أن تطلب لي لقب البرنس أو لقب الديوك؟ إن هذه الألقاب لا تطلب ولا أرى أنني أقل ممن يحملونها، إذا دخلنا في باب الرتب والنياشين ... فخير لنا أن نبتعد من هذا الباب!
أما الرتب الأدبية فقد كان برناردشو يطمح فيها فوق لقب البرنس، ولقب الديوك، بل فوق لقب الملك، إذا كان في الأدب ملوك.
وربما صح أن يكون للأدب ملك يعترف له بتاج الشعر والمسرح «برنسات القلم ودوقاته» في البلاد الغربية، وفي طليعتها البلاد الإنجليزية، وهو وليام شكسبير.
Неизвестная страница