Мировая литературная премия, например, Нобелевская премия
جوائز الأدب العالمية: مثل من جائزة نوبل
Жанры
ولما احتدم السخط على اللجنة في بلادها وفي غير بلادها كان لا بد لها من عذر تدفع به عن خطتها حيال هذا المصلح الروسي المحبوب، فكان عذر «ويرسين» الذي تقدم ذكره أن تولستوي يدعو إلى الفوضى، ويفرط في إنكار الحضارة ورفض الثقافة للعودة إلى ما يسميه بالرجعة إلى أحضان الطبيعة، فإذا أجيزت أعماله بغير تمييز ففي ذلك إجازة لهذه الدعوة، وإذا ميزت اللجنة بعض أعماله ونصت على استثناء غيرها فقد يسوءه ذلك، فيهين اللجنة برفض جائزتها ورفض حكمها ... ثم جاء تصريح تولستوي باستنكار الجوائز المالية على إطلاقها في خلال هذه الضجة، فانفض الخلاف بهذا التصريح.
وتبقى بعد ذلك حقيقة لا بد أن تخطر على البال، فقد كان في وسع اللجنة - من بادئ الرأي - أن تبني تقريرها على أعماله التي ترتضيها دون أن تشير إلى غيرها، وهي إذا قالت: إنها تقدر كفايته الفنية وجهوده الإنسانية وصدقه في الغيرة على الإصلاح لم يكن لزاما عليها أن تنص على كلام بذاته يخالف ما ترتضيه، ثم يفهم الناس - بداهة - أنها لا ترتضي كل ما يدعو إليه.
على أن المسألة الشكلية كان لها شأنها في تجاوز تولستوي أول مرة؛ لأنه لم يكن مرشحا للجائزة بالطريقة القانونية، ولم تكن اللجنة في السنوات الأولى تبيح لنفسها أن تتولى الترشيح من عندها مع وجود الترشيحات الخارجية، وإنما أباحت ذلك بعد تجربتها لمسألة «تولستوي» بقليل. •••
وقد كان ترشيح «أميل زولا» مستوفى في شكله القانوني غاية الاستيفاء، وكان بين يدي اللجنة منذ جلساتها الأولى، تدعمه التزكية القوية من عالم له خطر كبير في حساب مؤسسات نوبل الكيموية، وهو العلامة «پيير برتلو» نابغة الكيمياء المشهور.
ولقد كان لاسم «أميل زولا» يومئذ دوي متجاوب الأصداء بين أرجاء العالم، بعد خطابه الجريء الذي أذاعه في الصحف بعنوان «إني أتهم»، وكال فيه التهم يمينا وشمالا للوزراء والقضاة والقادة والساسة والمحققين، ولم تمض سنتان على إذاعة ذلك الخطاب حين تقدم ترشيحه لجائزة الآداب العالمية، تلك الجائزة المشروطة بخدمة المبادئ المثالية، وأولها مبادئ العدل والحرية.
ولكن ترشيح «أميل زولا» رفض منذ البداءة بغير عناء ... لم؟ ما من سبب واحد يمكن أن يلقي عليه اللوم كله؛ بل هناك أسباب مشتبكة مشتركة يعد منها من شاء خطأ النقد واختلاف النظر بين العصور، كما يعد منها عوامل السياسة ودفع الشبهات ومجاملة المقامات المرعية في تقدير اللجنة.
لقد كان معروفا عن ألفريد نوبل - وهو أديب له مذهب في الأدب - أنه شديد النفور من مذهب «الطبيعيين» الذين يقودهم «زولا» في اللغة الفرنسية، وكان يرميهم بالخشونة وجلافة الذوق التي لا تتفق مع الأريحية المثالية، وكان دفاع زولا عن دريفوس قد ألقى به في معمعة الحرب التي عرفت يومئذ باسم «عداوة السامية»، وجعلته خصما صريحا للدولة الفرنسية، ولم تكن محاكم فرنسا قد أعلنت براءة دريفوس في السنة الأولى من القرن العشرين؛ لأنها أعلنت بعد ذلك بخمس سنوات، ولم يكن أنصار المذهب الطبيعي في الشمال قد غلبوا على خصومهم من المثاليين والرومانسيين، فاشتركت هذه العوامل جميعا في إنكار فضل ثابت، ليس من ينكره في هذه الأيام.
أما قصة «توماس هاردي» فهي قصة مبدأ وقصة حظ في وقت واحد، كان اقتراح اسمه يتكرر سنة بعد سنة، ويتكرر رفضه في كل مرة لسبب واحد، وهو روح التشاؤم الذي تغلب على رواياته وأشعاره، ثم عدلت اللجنة عن اعتبار التشاؤم مناقضا للمبادئ المثالية أو المبادئ الإنسانية، ولبثت على هذا الرأي إلى السنة التي أجازت فيها أناتول فرانس، وهو لا يقل في تشاؤمه الساخر عن هاردي، ثم عرض اسم هاردي مع اسم الشاعر الأيرلندي وليام تبلر ييتس في إبان العطف على النهضة السلتية، وقيل في ترجيحه على هاردي: إن الاعتراف بفضل هاردي قد تأخر حتى أصبح الاعتراف به الآن مذكرا بالإهمال، لا بالتقدير. •••
ظروف متشعبة، مشتبكة، تعمل أحيانا على حجب الجائزة العالمية عن أشهر الأدباء العالميين، ويصح أن يقال - كما قيل مرارا - إن ظروف الجوائز العالمية قد تحجبها عمن هم أكبر منها، ولا لوم على أحد بعينه في النهاية!
التفاوت بين الأمم في جوائز «نوبل»
Неизвестная страница