حياه الكاهن بتحية صادرة من قلبه، ووجهه الأحمر البدين بأنفه المعقوف يتألق بسخاء. قال: «لا يبدو أن الحظ قد حالفك كثيرا اليوم.»
قال جرانت لا؛ لقد قضى يوما كاملا، ولم يصطد شيئا. سيسخرون منه عندما يعود إلى جارني. «أوه، ألا تقيم في فندق كارنينيش هاوس؟»
قال جرانت لا؛ كان يقيم في فندق في جارني، لكن السيد درايزدال تكرم بمنحه إذنا بالصيد في فينلي لمدة يوم أو يومين. «هل سيرسل العاملون في جارني سيارة من أجلك؟»
قال جرانت لا؛ لقد كان ينوي العودة عندما يسأم الصيد. كان الفندق يبعد أربعة أميال فقط أو نحو ذلك، وأي سمكة يصطادها ستبقى بالطبع مع السيد درايزدال.
قال الكاهن: «إنه أمر شاق جدا ومثبط للهمم عندما لا تصطاد شيئا. ألا تريد الدخول واحتساء كوب شاي ساخن في منزل القس؟ اسمي لوجان. يقدم الشاي بين الخامسة والنصف والسادسة، ومن المفترض أن يكون جاهزا الآن.»
شكره جرانت، وحاول ألا يظهر درجة غير لائقة من الفرح عند الدعوة. كان القدر في صفه. بمجرد أن يدخل بيت القس، سيتولى زمام الأمور. كان من الصعب عدم حزم أغراضه بسرعة، وجذب ذراع الكاهن، وسحبه مسافة نصف ميل أسفل النهر عائدا إلى المنزل. لذا حزم أغراضه بمزيد من التأني، ومشى بنفس وتيرة الكاهن البطيئة، التي ضعفت بشكل كبير منذ وقت مبكر من بعد الظهر، على المسار، عبر الجسر، وعلى طول الطريق السريع إلى واجهة منزل القس. عندما قاده الكاهن إلى الطريق الواسع، المزين بقطع من العشب إلى الباب، تسارعت نبضات قلب جرانت بشكل ملحوظ، ولأول مرة لم يضحك على ضعف حاله. فقبل 10 أيام، سلمه باركر هذه القضية، وقدم إليه منديلا، ومسدسا، وخنجرا ملطخا بالدماء. الآن، في الطرف الآخر من المملكة، كان على وشك لقاء الرجل الذي يريده وجها لوجه.
خلعا معطفيهما وقبعتيهما في القاعة، واستطاع جرانت أن يسمع من خلال الباب المغلق ثرثرة وصلصلة أفراد يحتسون الشاي. ثم تقدم السيد لوجان إلى الباب وسبقه إلى الغرفة.
الفصل الثاني عشر
الاعتقال
في غرفة طعام، كان هناك ثلاثة أشخاص يحتسون الشاي على المائدة: امرأة مسنة تشبه بنسبة ضئيلة السيدة إيفريت، وفتاة صهباء ذات بشرة شاحبة، والشامي. كان لدى جرانت الوقت لملاحظتهم جميعا من خلف الكاهن قبل أن يفسح مضيفه الطريق أمامه ليروه، وكان من دواعي سروره أن يرى طريده يتعرف عليه. اتسعت عينا لامونت لثانية عند رؤيته، ثم تورد الدم في وجهه وانحسر فجأة، وتركه شاحبا مثل الموتى. فكر الجزء المشاهد في جرانت كيف كان داني ميلر سيسخر من مثل هذا العرض - داني، الذي بإمكانه قتل رجل ولا يكلف نفسه عناء تذكره. كان الشامي بالتأكيد أحد الهواة في اللعبة - ربما يكون قاتلا عن طريق الخطأ وليس عن عمد.
Неизвестная страница