أكلت ورمي بها يأكلها من لاعقل له مثل الدواب والمجانين من الناس، وبومئذ اذا انقضي الأمر، وقال الشيطان لاتباعه وحزبه : إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فأستجبتم لي فلا تلوموني وثوموا أنفسكم. وهذا ما لا يخفى علي وعلى من أنصف نفسه ، وأختبر هذا الامر بصحة عقله وان سفهاء الأمة يتبعون أصحاب الدنيا ، وينقطعون عن أهل الدين ويتبعون أبليس اللعين ، وقد علموا ان امور الدنيا فانية منقضية ، وأن الشيطان محسن لهم امورها ، ويحضهم على جميعها وطلبها، ويزهدهم في الآخرة ونعيمها ، والا فان وعده الله هو الحق ، فاذا خرجوا من الدنيا ورأوا ما كانوا يوعلمون ، وضل عنهم ما كان الشيطان يعدهم به ، وانقطعوا عن الرحمة ، وبعلوا منها ، فصاروا شياطين في الآخرة بالفعل ويوم القيامة هم في العذاب مشتر کون .
Страница 136