Тафсир ат-Табари
جامع البيان في تفسير القرآن
فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين فى قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم
[التوبة: 124-125] قال: شرا إلى شرهم، وضلالة إلى ضلالتهم. وحدثت عن عمار بن الحسن، قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: { فزادهم الله مرضا } قال زادهم الله شكا. القول في تأويل قوله تعالى: { ولهم عذاب أليم }. قال أبو جعفر: والأليم: هو الموجع، ومعناه: ولهم عذاب مؤلم، فصرف «مؤلم» إلى «أليم»، كما يقال: ضرب وجيع بمعنى موجع، والله بديع السموات والأرض بمعنى مبدع. ومنه قول عمرو بن معد يكرب الزبيدي:
أمن ريحانة الداعي السميع
يؤرقني وأصحابي هجوع
بمعنى المسمع. ومنه قول ذي الرمة:
ويرفع من صدور شمردلات
يصد وجوهها وهج أليم
ويروى «يصك»، وإنما الأليم صفة للعذاب، كأنه قال: ولهم عذاب مؤلم. وهو مأخوذ من الألم، والألم: الوجع. كما: حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع، قال: الأليم: الموجع. حدثنا يعقوب، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا جويبر، عن الضحاك قال: الأليم، الموجع. وحدثت عن المنجاب بن الحارث، قال: حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك في قوله { أليم } قال: هو العذاب الموجع، وكل شيء في القرآن من الأليم فهو الموجع. القول في تأويل قوله تعالى: { بما كانوا يكذبون }. اختلفت القراءة في قراءة ذلك، فقرأه بعضهم: { بما كانوا يكذبون } مخففة الذال مفتوحة الياء، وهي قراءة معظم أهل الكوفة. وقرأه آخرون: { يكذبون } بضم الياء وتشديد الذال، وهي قراءة معظم أهل المدينة والحجاز والبصرة. وكأن الذين قرءوا ذلك بتشديد الذال وضم الياء رأوا أن الله جل ثناؤه إنما أوجب للمنافقين العذاب الأليم بتكذيبهم نبيهم محمدا صلى الله عليه وسلم وبما جاء به، وأن الكذب لولا التكذيب لا يوجب لأحد اليسير من العذاب، فكيف بالأليم منه؟ وليس الأمر في ذلك عندي كالذي قالوا وذلك أن الله عز وجل أنبأ عن المنافقين في أول النبأ عنهم في هذه السورة بأنهم يكذبون بدعواهم الإيمان وإظهارهم ذلك بألسنتهم خداعا لله عز وجل ولرسوله وللمؤمنين، فقال:
ومن الناس من يقول ءامنا بالله وباليوم الأخر وما هم بمؤمنين يخدعون الله والذين ءامنوا
[البقرة: 8-9] بذلك من قيلهم مع استسرارهم الشك، { وما يخدعون } بصنيعهم ذلك { إلا أنفسهم } دون رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، { وما يشعرون } بموضع خديعتهم أنفسهم واستدراج الله عز وجل إياهم بإملائه لهم في قلوبهم شك أي نفاق وريبة، والله زائدهم شكا وريبة بما كانوا يكذبون الله ورسوله والمؤمنين بقولهم بألسنتهم:
Неизвестная страница