============================================================
ولما أصيب دعا الحسن والحسين رضي الله عنهما فقال لهما: أوصيكما بتقوى الله وأن لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تبكيا على شيء زوي منها عنكما وقولا الحق وارحما اليتيم وأعينا الضعيف واصنعا للآخرة، وكونا للظالم خصما وللمظلوم أنصارا، واعملا لله ولا تأخذكما في الله لومة لائم، ثم نظر إلى ولده محمد ابن الحنفية فقال هل حفظت ما أوصيت به أخويك، قال نعم، قال أوصيك بمثله وأوصيك بتوقير أخويك لعظيم حقهما عليك، ولا توثق أمرا دونهما، ثم قال أوصيكما به فإنه أخوكما وابن أبيكما وقد علمتما أن اباكما كان يحبه ثم لم يتطق إلا بلا إله إلا الله إلى أن قبض (كرم الله وجهه) ولما قبض أخرجوا ابن ملجم من الحبس فقتله الحسن واجتمع الناس واحرقوا جثته. وأما البرك بن عبد الله فانه ضرب معاوية (رضي الله عنه) قاصاب أوراكه وكان معاوية (رضي الله عنه) عظيم الأوراك فقطع منه عرق النكاح فلم يولد له بعد ذلك، فلما اخذ قال: الأمان والبشارة، فقد قتل علي في هذه الليلة فاستبقاه حتى جاءه الخبر بذلك فقطع معاوية يده ورجله وأطلقه فرحل إلى البصرة وأقام بها حتى بلغ زياد بن أمية أنه ولد له فقال: أيولد له وأمير المؤمنين لا يولد له فقتله، قيل وأمر معاوية باتخاذ المقصورة من ذلك الوقت ولما سلم من القتل جعل يقول: نجوت وقد بل المرادي سيفه من ابن أبي شيخ الأباطع طالب اا وأما عمرو بن بكر فإنه قصد عمرو بن العاص (رضي الله عنه) وقد اشتكى عمرو بطنه فلم يخرج للصلاة، فصلى بالناس رجل من بني سهم يقال له خارجة بن قدامة(2) فضربه ابن بكر فقتله، فأخذ وأدخل على عمرو بن العاص ورأهم يخاطبونه بالإمارة قال: أوما قتلت عمرا. قيل له لا وإنما قتلت خارجة فقال: أردت عمرا وأراد الله خارجة فقتله عمرو (رضي الله عنه) هذا ثم توفى رضي الله عنه ليلة الاحد وغسله الحسن والحسين (4) في الاصل: خدامة.
Страница 58